بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إدارة التوتر.. مفتاح الصحة النفسية والجسدية

التوتر
التوتر

أصبح التوتر جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان المعاصر بسبب ضغوط العمل والدراسة والمسؤوليات اليومية، ورغم أن التوتر استجابة طبيعية لمواقف معينة، إلا أن استمراره لفترات طويلة يُعد خطرًا على الصحة النفسية والجسدية، ويؤكد الأطباء أن تعلم كيفية إدارة التوتر هو الخطوة الأولى للحفاظ على التوازن وجودة الحياة.

عندما يتعرض الجسم للتوتر، يفرز هرمون “الكورتيزول” الذي يساعد في التعامل مع المواقف الصعبة. لكن ارتفاع مستوياته بشكل مزمن يؤدي إلى مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، ضعف جهاز المناعة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، كما أن التوتر المزمن يرتبط باضطرابات النوم والقلق والاكتئاب.

 

من أبرز طرق إدارة التوتر ممارسة الرياضة بانتظام. فالأنشطة البدنية مثل المشي أو السباحة أو اليوغا تُساهم في إفراز هرمونات السعادة، وتقلل من مستويات القلق. حتى التمارين البسيطة لمدة 20 دقيقة يوميًا قد تُحدث فارقًا ملموسًا في تخفيف الضغط النفسي.

 

كما يُعتبر التنفس العميق والتأمل من الأدوات الفعالة لتهدئة العقل والجسد. فالتركيز على التنفس لعدة دقائق يساعد على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يمنح شعورًا بالراحة الفورية.

 

النوم الجيد أيضًا يُعد جزءًا أساسيًا من إدارة التوتر. فقلة النوم تزيد من حدة القلق وتضعف القدرة على التركيز. لذا، يُنصح بإنشاء روتين نوم منتظم والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من النوم لتحسين جودة الراحة الليلية.

 

أما الجانب الاجتماعي، فإن مشاركة المشاعر مع الأصدقاء أو العائلة تساعد على تخفيف الضغط النفسي. فالدعم العاطفي يلعب دورًا كبيرًا في تقليل الإحساس بالوحدة، ويمنح الشخص طاقة إيجابية لمواجهة التحديات.

 

ومن الوسائل الفعّالة كذلك تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، إذ إن الفوضى وكثرة الالتزامات دون تخطيط تزيد من مستويات التوتر. تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، مع أخذ فترات راحة قصيرة، يجعل المهام أكثر سهولة ويقلل من الضغط.

 

ويؤكد الخبراء أن التوتر لا يمكن القضاء عليه نهائيًا، لكنه قابل للإدارة والتحكم. فبتبني أساليب صحية للتعامل معه، يمكن تحويله من عدو صامت إلى دافع إيجابي يساعد على النمو والإنجاز.

 

ويخلص الأطباء إلى أن إدارة التوتر ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. فالهدوء الداخلي والتوازن النفسي هما حجر الأساس لحياة صحية ومستقرة