بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عناد الأطفال.. دكتورة هالة فهيم تكشف لـ"الوفد" أسبابه وطرق التعامل معه

بوابة الوفد الإلكترونية

يواجه كثير من الآباء والأمهات تحديًا معقدًا مع أبنائهم، حين يتحول العناد من مجرد سلوك عابر إلى موقف متكرر يثير الحيرة والارتباك، فالأطفال أحيانًا يصرون على آرائهم ويرفضون الأوامر، ما يجعل الوالدين عالقين بين الرغبة في ضبط السلوك والخوف من كسر شخصية الطفل، هذا السلوك المربك يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة مثل إذا كان العناد دليل تمرد أم مؤشر على ذكاء واستقلالية مبكرة، وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة هالة فهيم عماره، استشاري التخاطب والتربية الخاصة بمستشفى الهلال الأحمر، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد الإلكترونية"، تفسير هذا التصرف وكيف يتم التعامل مع بالشكل السليم.

 

الطفل العنيد ليس سيئًا
أوضحت دكتورة هالة فهيم أن كثيرًا من الآباء والأمهات يطرحون سؤالًا متكررًا وهو: كيف نعدل سلوك الطفل العنيد؟ والجواب يبدأ من الاعتراف بأن الطفل العنيد ليس طفلًا متمردًا بقدر ما هو صاحب رأي وشخصية قوية تحتاج للاحتواء.

 

لماذا يظهر العناد؟

كشفت الدكتورة هالة أن الطفل يلجأ للعناد حين يشعر بالسيطرة على الموقف، وهذه السمة لا ترتبط بسن معين؛ فهي شائعة بين الأطفال والمراهقين، بل قد تمتد لتظهر لدى بعض البالغين أيضًا.

 

خطر العقاب القاسي

وحذرت من مواجهة هذا السلوك بالقسوة أو العنف، سواء كان تعنيفًا لفظيًا أو بدنيًا، لأن النتيجة المباشرة لذلك هي تهديم شخصية الطفل، فقدانه الثقة بنفسه، وتحويله إلى شخص متردد غير قادر على اتخاذ القرارات حتى في أبسط الأمور.

 

التربية الإيجابية هي الحل

قدمت استشاري التخاطب والتربية الخاصة بدائل عملية للتعامل مع العناد بأسلوب إيجابي، أبرزها:

قضاء وقت كافٍ مع الطفل وبناء علاقة صداقة.

تقديم الدعم النفسي حتى في حالة الأخطاء، مع تجنب التعنيف أمام الآخرين.

نصحه بهدوء وصبر، مع احترام عقليته وقدرته على الفهم.

الابتعاد عن مقارنته بأقرانه، ومنحه حرية التعبير عن رأيه.

إشعاره بالحنان والأمان، واحتواؤه بدلًا من تهميشه.

وترى دكتورة هالة فهيم أن هذه الأساليب تساعد الطفل على بناء شخصية متوازنة، وزيادة ثقته بنفسه، وتنمية مهارات التواصل الإيجابي مع محيطه.

التربية الحديثة.. انفتاح مع التزام

وأكدت أن التربية الحديثة لا تعني الانفلات أو إلغاء القيم والتقاليد، بل هي دعوة للتخلي عن الأسلوب المتسلط القائم على العقوبات، واعتماد أسلوب ديمقراطي يقوم على النقاش والتواصل، فالطفل يجب أن يُعامل كشخص مستقل له رأي وحق في التعبير.

واختتمت الدكتورة هالة فهيم عماره تصريحها بالتأكيد على أن العناد ليس عيبًا، بل مؤشر على ذكاء الطفل وحبه للاستقلال، شريطة أن يجد من والديه الاحتواء والتوجيه السليم، وأضافت: "أبناؤنا وبناتنا هم امتدادنا الحقيقي، فلنمنحهم الحب والدعم ليكونوا مستقبلًا أفضل لنا جميعًا".