رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

سكتة دماغية نادرة لطفل تكشف مخاطر خفية لمرض الجدري المائي

بوابة الوفد الإلكترونية

تحوّل مرض الجدري المائي، الذي يعتبر غالبًا أحد الأمراض البسيطة والشائعة لدى الأطفال، إلى مأساة صحية قاسية حين أصيب طفل صغير بسكتة دماغية نادرة بعد عدة أشهر من تعافيه من المرض.

سلطت هذه الواقعة الضوء على المخاطر الخفية التي قد يسببها الجدري المائي، وعلى أهمية الوقاية منه عبر برامج التطعيم.

في البداية، بدا الأمر طبيعيًا؛ إذ ظهرت البقع الجلدية المميزة على جسد الطفل، وتعافى خلال أسبوعين تقريبًا مثل آلاف الأطفال الآخرين سنويًا. 
لكن بعد مرور ستة أشهر، لاحظت والدته أثناء رعايته أن جزءًا من وجهه قد ارتخى فجأة، وهو ما أثار شكوكها الكبيرة بوجود مشكلة خطيرة، وبالفعل وبعد سلسلة من الفحوصات الطبية، تأكدت إصابة الطفل بسكتة دماغية نتيجة جلطة في الشريان الدماغي الأوسط، وهو أمر نادر للغاية في مثل هذا العمر.

 

خضع الطفل للعلاج العاجل، حيث وُضع في غيبوبة طبية استمرت نحو أسبوع للسيطرة على التورم الدماغي، وكان الأطباء على وشك اللجوء إلى عملية جراحية لإزالة جزء من الجمجمة لتخفيف الضغط، لكن تمت السيطرة على حالته دون ذلك.

وبعدها بدأ رحلة علاجية طويلة داخل مستشفى ساوثهامبتون استغرقت أكثر من شهرين، تمكن خلالها من إعادة تعلم المشي والحركة والبلع والكلام، بعدما فقد تلك القدرات بشكل كامل تقريبًا.

الأطباء أوضحوا أن السبب المباشر كان فيروس الجدري المائي، الذي قد يؤدي في حالات نادرة إلى ما يُعرف بالتهاب الشرايين الدماغية بعد العدوى (post-varicella arteriopathy)، حيث يضعف الفيروس الأوعية الدموية ويجعلها عرضة للتجلط. وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن الأطفال الذين يُصابون بالجدري المائي ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل أربعة أضعاف خلال الأشهر الستة التالية للعدوى.

هذه الواقعة أعادت النقاش حول أهمية لقاح الجدري المائي، خاصة مع إعلان هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) إدراجه قريبًا ضمن برنامج التطعيمات الأساسية للأطفال. فاللقاح، الذي يُعطى على جرعتين في عمر 12 شهرًا و18 شهرًا، سيوفر حماية لأكثر من نصف مليون طفل سنويًا، ويُتوقع أن يقلل من الوفيات والمضاعفات الناتجة عن المرض.

وقد أثبتت تجارب دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا نجاحًا ملحوظًا في الحد من انتشار الجدري المائي بنسبة وصلت إلى 97% بعد إدخال اللقاح ضمن برامج التطعيم.

ورغم أن الطفل تجاوز عامه الرابع، ما زال يواجه صعوبات في الحركة والتواصل أثرت على دخوله المدرسة وبداية مسيرته الدراسية، وقد عبّرت والدته عن حزنها قائلة: "كان يمكن ألا يحدث كل هذا لو حصل على اللقاح، لكنه الآن سيعيش مع هذه الآثار طوال حياته".

هذه القصة المؤلمة تعكس حقيقة أن بعض الأمراض التي يُستهان بها قد تُخفي وراءها مضاعفات قاتلة أو مدمرة للحياة، وتؤكد مجددًا أن الوقاية عبر اللقاحات تظل الخيار الأهم لحماية الأطفال من أخطار غير متوقعة.