اليوجا مفتاح النوم الهادئ.. دراسة جديدة تكشف تأثير التمارين على الأرق

في ظل تزايد أعداد المصابين بالأرق المزمن، تبرز التمارين الرياضية، وخاصة اليوجا، كوسيلة فعّالة لتحسين جودة النوم.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة BMJ Evidence Based Medicine أن ممارسة اليوجا والتمارين الخفيفة مثل التاي تشي والمشي تؤدي إلى تحسن ملحوظ في أعراض الأرق، بما في ذلك مدة النوم وجودته، وعدد مرات الاستيقاظ أثناء الليل.
الأرق: اضطراب يطارد الملايين
يعاني ما بين 25 و30 مليون أمريكي من الأرق، وهو اضطراب يُضعف القدرة على النوم أو الاستمرار فيه، ويؤثر بشكل مباشر على النشاط اليومي، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض الزهايمر، واضطرابات المزاج.
في هذا السياق، قال الدكتور تشيجون بو، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الماجستير في جامعة بكين للطب الصيني: "الأرق مشكلة صحية عامة متزايدة... والرياضة يمكن أن تكون حبة النوم الطبيعية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية".
دراسة تحليلية واسعة تُقارن بين 13 نوع علاج
استندت الدراسة إلى تحليل نتائج 22 تجربة سريرية عشوائية شملت 1348 مشاركًا، وقارنت بين 13 علاجًا مختلفًا للأرق، بما في ذلك التمارين الرياضية، والعلاج السلوكي المعرفي، والوخز بالإبر، والتدليك، وعلاجات الأيورفيدا.
وخلصت النتائج إلى أن التمارين البدنية، لا سيما اليوجا، تؤدي إلى:
زيادة مدة النوم بمعدل ساعتين
تحسن كفاءة النوم بنسبة 15%
انخفاض الاستيقاظ الليلي بنحو ساعة
تقصير الوقت اللازم للخلود إلى النوم بحوالي نصف ساعة
كما أظهرت تمارين التاي تشي نتائج مشابهة، حيث زادت من مدة النوم بحوالي 50 دقيقة، وخففت من فترة الاستيقاظ بعد النوم بنحو 30 دقيقة.
التمارين مقارنة بالعلاجات التقليدية
رغم أن العلاج السلوكي المعرفي لا يزال يُعد الخيار الأفضل من حيث الفعالية على المدى الطويل، فإن اليوجا والتمارين الرياضية قد توفر بديلاً فعالًا وآمنًا، لا سيما للأشخاص الذين لا يرغبون أو لا يستطيعون اللجوء إلى الأدوية أو العلاج النفسي.
وأشارت الدراسة إلى أن تأثيرات التمارين قد تستمر حتى عامين، وهو ما يجعلها خيارًا مستدامًا وذو فاعلية مثبتة.
كيف تنجح التمارين في تحسين النوم؟
يرجّح الباحثون أن التركيز في اليوجا على الوعي الجسدي والتنفس العميق يساهم في تهدئة الجهاز العصبي، ويقلل من نشاط الجهاز الودي المرتبط بالتوتر.
ومن جهة أخرى، تُساعد التمارين الهوائية مثل المشي والركض على تحسين النوم عبر:
- زيادة استهلاك الطاقة
- خفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)
- تعزيز إفراز الميلاتونين
- زيادة فترات النوم العميق
قال بو: "تُظهر أبحاثنا أن التمارين الرياضية مفيدة لجميع الفئات العمرية، ومن كلا الجنسين".
وأضاف أن نتائج الدراسة قد تُسهم في تغيير السياسات الصحية وتشجيع اعتماد التمارين كخيار علاجي أساسي للأرق في أنظمة الرعاية الصحية.