خطيب الجمعة من المسجد النبوي: الإخلاص والمتابعة من شروط الإيمان

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا، المسلمين في خطبة الجمعة اليوم بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن، مشيرًا إلى أن التقوى هي منبع الفضائل وأمنع الحصون، ومن تمسّك بها نجا في الدنيا والآخرة.
وأكد فضيلته أن من رحمة الله تعالى بعباده أن دلهم على سبل السلام بعد أن هداهم إلى الإيمان، مبيّنًا أن أعظم دلائل الإيمان ومعالمه هما: الإخلاص لله تعالى، واتباع سنة نبيه ﷺ، مشددًا على أنهما شرطان لا يصح الإيمان إلا بهما.
الإيمان قول وعمل.. لا يتحقق إلا بالإخلاص والمتابعة
وأوضح الدكتور المهنا أن الإيمان في حقيقته قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح، مستشهدًا بقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9].
وأضاف أن هذا الوعد الكريم لا يناله إلا من جمع بين تصديق الإيمان والعمل بمقتضاه، بالإخلاص في الأعمال، واتباع سنة النبي ﷺ، قائلًا:"لا وصول إلى الله إلا من طريق الإخلاص والمتابعة، ولا استقامة إلا بهما".
"قل آمنت بالله ثم استقم".. منهج شامل للدين
استشهد فضيلة الشيخ بحديث النبي ﷺ:"قل آمنت بالله ثم استقم"، واصفًا إياه بأنه من جوامع الكلم التي رسم بها النبي ﷺ منهج الدين وبيّن طريق الوصول إلى الله.
وأوضح أن معنى الاستقامة هو أن يصدّق العبد إيمانه بأعمال صالحة، يلتزم فيها الطاعة، ويبتعد عن المعصية، ويثبت على هذا النهج حتى يلقاه الله، مستشهدًا بقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ...} [فصلت: 30].
وأشار إلى أن هذه الآية تدل على أن قبول الأعمال مرهون بصحة التوحيد والإخلاص، وأنه لا تُقبل العبادات دون إخلاص ولا تُثمر دون اتباع.
الإخلاص هو روح العبادة وأصل الدين
بيّن خطيب المسجد النبوي أن الإيمان بالله إذا وقر في القلب أورث صاحبه إخلاص النية وتجريد الإرادة لله وحده، وأن العبد لا يُتقن طريق الطاعة إلا إذا قصد بها وجه الله، وابتعد عن الرياء والعجب والسمعة.
وأكد أن الإخلاص لا يكفي وحده، بل لا بد أن تُوافق أعمال العبد سنة النبي ﷺ، لأن العبادة المبتدعة لا تُرضي الله ولا تحقق الاتباع، مشيرًا إلى قول أهل العلم:"لا نعبد الله إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع".