رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خطيب المسجد النبوي: الرحمة صفة الله والشريعة كلها خير ورحمة

بوابة الوفد الإلكترونية

أوصى الدكتور علي الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، المسلمين بتقوى الله تعالى وشكره على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، مشيرًا إلى أن الشكر سبب لزيادة النعم، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
 

 العلاقة بين الله وعباده

وفي خطبته ليوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، أكد الحذيفي أن أعظم ما بُشّر به الخلق هو أن العلاقة بين الله وعباده تقوم على الرحمة، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى يرحم في الدنيا البر والفاجر، والمؤمن والكافر، وهذه رحمة عامة تشمل الجميع، كما في قوله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا}. أما في الآخرة، فقد اختص الله برحمته المؤمنين، جزاءً لهم على الطاعات وترك المحرمات، كما في قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}.

وأضاف فضيلته أن الرحمة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، تليق بجلاله وعظمته، نعلم معناها لكن حقيقتها وكيفيتها مما اختص الله به نفسه. واستشهد بحديث النبي ﷺ: (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة)، رواه البخاري ومسلم.

وبيّن الشيخ الحذيفي أن الرحمة بها تطيب الحياة وتستقيم المجتمعات، إذ يعيش الضعفاء والفقراء والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء إذا وجدت الرحمة في القلوب. وإذا غابت، عاش الناس في قسوة وذُل، واشتدّت عليهم المحن والشرور. ولفت إلى أن القرآن الكريم نزل رحمة من الله للناس كافة، مستشهدًا بقوله تعالى: {هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
 


المداومة على الاستقامة

وأكد خطيب المسجد النبوي أن الشريعة الإسلامية بكل ما فيها من أوامر ونواهٍ، هي رحمة خالصة، فالأوامر تدعو إلى الخير والصلاح، والنواهي تردع عن الفساد والشر والمهلكات.

 وأشار إلى أن سيدنا محمد ﷺ أُرسل رحمةً للعالمين، كما جاء في القرآن الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، موضحًا أن رحمته شملت المؤمنين والكافرين، فكان خيرًا للناس جميعًا.

وتطرق الشيخ الحذيفي إلى النعم والبركات التي أفاض الله بها على عباده، خاصة من وفدوا إلى بيته الحرام، ووقفوا بعرفات، وتضرعوا في تلك الأيام المباركة. وأكد أن الله قد عمّ بخيره كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، من خلال مضاعفة الأجور في صيام يوم عرفة، وكثرة الذكر، والصلاة، والدعاء، وذبح الأضاحي التي يُعظّم الله بها الأجر ويدفع بها البلاء والشر.

وفي ختام خطبته، دعا الشيخ الحذيفي المسلمين إلى المحافظة على ما قدموا من حسنات، والمداومة على الاستقامة، والاجتهاد في طاعة الله، والابتعاد عن السيئات. كما أوصى بالإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولوُلاة أمورهم، ولسائر المسلمين بالهداية والصلاح والثبات على الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}.