بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لماذا سُمِّي شهر "المحرَّم" بهذا الاسم؟ ولماذا نسبه النبي ﷺ إلى الله؟

بوابة الوفد الإلكترونية

مع مطلع العام الهجري الجديد، يتجدد الحديث حول أول شهور السنة الهجرية، شهر "المحرَّم"، والذي اختصّه النبي محمد ﷺ بلفظٍ عجيب حين قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ الله المُحرَّم» [رواه مسلم]، لكن ما سر هذه التسمية؟ ولماذا نُسِب الشهر إلى الله تعالى دون غيره من الشهور؟

سبب تسمية الشهر بـ"المحرَّم"

يشرح فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن كلمة "المحرَّم" مأخوذة من "التحريم"، إذ كانت العرب قبل الإسلام تعتبر هذا الشهر من الأشهر الحُرُم التي يُحرَّم فيها القتال وسفك الدماء.

 وقد جاء الإسلام فأقرّ هذا التعظيم، وأكد على حرمة القتال فيه، فقال الله تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36]، والمحرَّم واحدٌ منها.

وأضاف جمعة أن الجاهليين كانوا يُطلقون على الشهر اسم "صفر الأول"، لكن بعد الإسلام أُطلق عليه "المحرَّم" لبيان حرمته، تمييزًا له عن سائر الشهور، مشيرًا إلى أن التحريم في هذه الأشهر يتضاعف فيه الوزر كما تتضاعف فيه الحسنات.

لماذا قال النبي ﷺ: "شهر الله المحرَّم"؟

يشير الدكتور علي جمعة إلى أن النبي ﷺ لم ينسب شهرًا من شهور السنة إلى الله إلا "المحرَّم"، فقال عنه: «شهرُ الله المحرَّم»، وهذا يدل على شرفه وفضله عند الله، إذ أن "الإضافة إلى الله" تُفيد التشريف والتكريم. كما أن هذا الشهر من أكثر الأوقات التي تُفتح فيها أبواب الطاعة.

وفي حديث رواه مسلم، قال النبي ﷺ: «أفضل الصيام بعد رمضان، شهرُ الله المُحرَّم»، أي أن صيام هذا الشهر له منزلة رفيعة، خصوصًا يوم عاشوراء، الذي يكفّر صيامه ذنوب سنةٍ كاملة، كما جاء في الحديث: «أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله» [رواه مسلم].

 بداية التقويم الهجري ولماذا المحرَّم هو أول الشهور؟

على الرغم من أن الهجرة النبوية حدثت في شهر ربيع الأول، إلا أن الصحابة اختاروا أن تكون بداية السنة الإسلامية بشهر "المحرَّم"، وذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأنه الشهر الذي عزم فيه النبي ﷺ على الهجرة من مكة إلى المدينة، فكانت بداية الفعل من شهر المحرَّم، وإن كانت لحظة التنفيذ في ربيع الأول.

يقول الدكتور علي جمعة إن اختيار هذا التوقيت كان رمزًا لبداية التحوّل العظيم في مسار الأمة الإسلامية، مما جعله جديرًا بأن يكون فاتحة السنة.