علي جمعة: أمسك عليك لسانك.. مفتاح النجاة وسبيل الجنة
قال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن النبي ﷺ بعد أن أرشد الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى أعمال عظيمة تدخل الجنة وتُبعد عن النار، ختم له القول بإشارة جامعة مانعة: "أمسك عليك لسانك"، كأنما بها يُختصر الطريق وتُفتح أبواب النجاة.
وأوضح فضيلته، عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن إمساك اللسان ليس مجرد خُلق حسن، بل هو عبادة منسية، تُفضي إلى حسن الخاتمة والفوز برضا الله تعالى، مدللًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تؤكد هذا المعنى. من القرآن الكريم: دعوة للإعراض عن اللغو.
أشار الدكتور علي جمعة إلى قول الله تعالى:﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 3] وإلى الأمر الإلهي بالقول الحسن:﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الإسراء: 53]و﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]
مؤكدًا أن القرآن الكريم يغرس في قلوب المؤمنين أن الكلمة مسؤولية، وأن اللسان باب من أبواب الجنة أو النار. من السنة النبوية: النجاة بالصمت
استشهد فضيلة المفتي بعدة أحاديث نبوية شريفة توضح خطورة الكلام غير المنضبط، منها قول النبي ﷺ:«عليك بحسن الخُلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده، ما تجمّل الخلائق بمثلهما» [رواه الطبراني].
كما ورد عنه ﷺ أنه قال في جواب على سؤال: "أيّ المسلمين أفضل؟" فقال:«من سلم المسلمون من لسانه ويده» [رواه البخاري].
بل واعتبر النبي ﷺ أن ضمان دخول الجنة مرهون بضبط اللسان، حيث قال:«من يضمن لي ما بين لَحْيَيْه – أي لسانه – وما بين رِجليه أضمن له الجنة» [رواه البخاري].
الكلمة أمانة.. واللسان أخطر من السيف
ونقل الدكتور علي جمعة عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله:"والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجنٍ من لسان".
وفي حديث آخر نبوي شريف، قال ﷺ:«إنك لن تزال سالمًا ما سكتّ، فإذا تكلّمت كُتب لك أو عليك» [رواه الطبراني].
واختتم فضيلته منشوره بتأكيد أن النجاة في هذا الزمان – كما في كل زمان – تبدأ من إصلاح اللسان، والتمسك بأدب الصمت، وقول الخير أو الإمساك، مشيرًا إلى أن رسول الله ﷺ اختصر مفتاح الجنة في ثلاث كلمات: "أمسك عليك لسانك".
