بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دار الإفتاء: يجوز تأخير حج الفريضة لرعاية الأم المريضة دون إثم

بوابة الوفد الإلكترونية

أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن تأخير حج الفريضة بعد تحقق الاستطاعة المالية والبدنية جائز شرعًا إذا كان الغرض من التأخير هو رعاية الأم المريضة التي لا تجد من يرعاها سواه، مؤكدةً أن هذا الفعل لا إثم فيه، بل يُعدّ من الواجبات المتعيّنة في وقتها، ويُقدَّم على الحج.

الشرع يقدِّم العمل المتعدي على العمل القاصر

أشارت ادار الإفتاء إلى أن رعاية الرجل لأمه المريضة، وقيامه على شؤونها دون وجود بديل يعتني بها، تُعدّ واجبًا وقتيًّا مقدمًا على أداء فريضة الحج. وذلك لأن الرعاية هنا "عمل متعدٍّ" يعود نفعه على أكثر من طرف، بعكس الحج الذي يُعدّ "عملًا قاصرًا" يعود نفعه على الحاج فقط. واستشهدت الفتوى بالقاعدة الفقهية المعروفة: "المتعدِّي أفضل من القاصر".

الحج واجب في العمر مرة واحدة فقط

أكدت دار الإفتاء أن الحج فريضة على المسلم المستطيع مرة واحدة في العمر، استنادًا إلى قوله تعالى:﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا»، متفق عليه.

المانع المشروع يُعطِّل الاستطاعة

وضحت الإفتاء أن الفقهاء اشترطوا لتحقيق الاستطاعة التي تُوجب الحج: انتفاء الموانع، مثل وجود والد أو والدة بحاجة للرعاية، خاصة إذا لم يوجد غير الابن للقيام على شؤونهم، وهو ما يجعل الرعاية مقدمة على الحج، ولا يعدّ تأخيرًا بلا عذر.

من أقوال الفقهاء والعلماء

اختتمت دار الإفتاء، أن الإمام الماوردي في كتابه "الحاوي الكبير" أكد أن من شروط وجوب الحج: انقطاع الموانع. كما نقلت عن الإمام الزهري أن أبا هريرة لم يحجّ إلا بعد وفاة أمه، لصحبته لها. وأشارت إلى أن فقهاء الحنفية يرون كراهة خروج الولد للحج إن كان أبواه بحاجة إليه، وبعضهم حمَل الكراهة على التحريم.