عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد بلا لحوم

بوابة الوفد الإلكترونية

«كل عام وأنتم طيبون».. أيام قلائل ونستقبل عيد الأضحى المبارك، فى ظل اشتعال أسعار اللحوم الحمراء، التى فاقت القدرة المالية لمحدودى ومتوسطى الدخل، وجشع تجار الأضاحى كعادة كل عام، مع عدم وجود البدائل الكافية لمواجهة «جنون الأسعار»، والذي لا تقابله زيادة فى الرواتب والأجور، وغياب الرقابة على الأسواق.

شهدت أسواق اللحوم الحمراء انفلاتا غير مبرر فى الأسعار، بعد تخطى حاجز الـ90 جنيها للكيلو فى المناطق الشعبية، وأصبحت الشكوى من ارتفاع اللحوم عامة فى جميع المحافظات.. وإن اختلفت نسبياً، ما جعل غالبية الأسر المصرية تقاطع اللحوم الحمراء، اعتراضا على زيادة أسعارها الحارقة لجيوب البسطاء والمساكين.

فأسعار اللحوم البلدية ارتفعت بنسبة 30%، ليصل سعر كيلو اللحوم البلدية إلى 95 جنيها بارتفاع 25 جنيها، وتخطى حاجز الـ 100 جنيه فى معظم الأحياء الراقية، كما ارتفعت اللحوم المستوردة بنسبة 20%، فوصل سعر كيلو اللحم السودانى إلى 40 جنيها بارتفاع 3 جنيهات، بعد أن كان أقصى سعر للبيع للمستهلك 37 جنيها فى الكيلو، والضأن المستورد الطازج لـ 65 جنيها.. لذلك فضل الفقراء الشراء من شوادر اللحوم المدعمة.. وباتت أسواق بيع الماشية لـ «الأغنياء فقط».

«الوفد» تجولت في بعض الأسواق وكبرى محلات بيع اللحوم بمناطق الدقى والجيزة، للتعرف على أسعار لحوم الأضاحى التى باتت تحرق كل الأسر المصرية قبل أيام من عيد اللحمة.

وحالياً أسعار اللحوم البلدية الحية، نجدها «مرتفعة نسبياً»، حيث يتراوح سعر كيلو لحم الخراف القائم ما بين 34 و 42 جنيها، كان يباع بـ 27 و 28 جنيها العام الماضى، أى يصل سعر إجمالى الخروف القائم صغير الحجم ما بين الـ0041 جنيه إلى 0062 جنيه بزيادة تراوحت ما بين 5 و8 جنيهات للكيلو مقارنة بالعام الماضى، كما وصل سعر اللحم الجاموسى القائم للعجل «الذكر» لـ31 جنيها بدلاً من 28 جنيها للعام الماضى، وسعر كيلو اللحم الجاموسى للأنثى إلى 27 جنيها بدلاً من 25 جنيها، بينما يصل سعر كيلو لحم العجل البقرى «الذكر» إلى 35 جنيها بدلاً من 27 جنيها.

اتجهنا نحو تاجر خراف وعجول بسوق مذبح السيدة زينب، استقبلنا أحمد عطية، وأكد لـ «الوفد»: أن الإقبال «معقول»، رغم أن أسعار الأضاحى «مرتفعة» هذا العام، لكنها فى متناول يد المواطنين. ويرجع أسباب الزيادات فى الأسعار إلى نقص المعروض من المواشى، إلى جانب غلاء الأعلاف، وارتفاع تكاليف النقل، والزحام الشديد فى الطرق وارتفاع أجر العمالة والمشال.

أما اللحوم البلدية المذبوحة فاشتعلت أسعارها، فوصل سعر كيلو اللحم الضأن لـ95 جنيها، والفخدة الضأن لـ95 جنيها، والريش الضأن لـ95 جنيها، وتراوحت أسعار البتلو المشفى ما بين 85 و 90 جنيها، وتعدى الـ100 جنيه فى بعض الأحياء الراقية وفقاً للقطعية المطلوب شراؤها، كما وصل سعر كيلو لحم الكندوز قطع صغيرة إلى 85 جنيها بدلاً من 65 جنيها فى معظم المناطق الشعبية، والكبدة الكندوز بنحو 85 جنيها للكيلو، والسجق البلدى لـ 65 جنيها بدلاً من 38 جنيها للكيلو للعام الماضى، ولحم السمانة الطازج لـ 85 جنيها للكيلو، والقلب والكلاوى بنحو 80 جنيها للكيلو.

قال أحمد سيد، جزار بمنطقة السيدة زينب: السوق «شغال» والحمد لله.. وحركة البيع والشراء «معقولة»، ولكن من يشترى أصبح يقلل كمية شرائه، بعدما وصل سعر كيلو لحم الضأن لـ 95 جنيها.. ولسنا طرفاً فى هذا الغلاء، بل الأسعار يحددها تجار المواشى فهم المسيطرون على أسواق اللحوم فى مصر، موضحاً أن سعر الكيلو للحم الجاموسى بنحو 85 جنيها، والكندوز الطازج قطع صغيرة وصل سعره إلى 85 جنيها، بعد ما كان يباع بـ 60 و 65 جنيها فى معظم المناطق الشعبية، والكبدة الكندوز بنحو 85 جنيها للكيلو، واللحم الضأن بنحو 95 جنيها، وتعدى الـ100 جنيه فى بعض الأحياء الراقية وفقاً للقطعية المطلوب شرائها.

وهذا ما أكده محمد محمود، جزار بنفس المنطقة حيث قال: أسعار اللحوم الجملى زادت بنسبة 30%، فوصل سعر كيلو اللحم الجملى بنحو 85 جنيها، بدلاً من 65 جنيها، والكفتة البرغل بـ 85 جنيها، ويرجع سر الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحم الجملى إلى قلة المعروض بسبب المستوردين الذين يتحكمون فى الأسعار بشكل أساسى، إضافة إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج من الأعلاف، بخلاف أعباء النقل والعمالة، وأوزان الجمال تبدأ من 500 كيلو إلى 700 كيلو.

كما اختلفت أسعار اللحوم البلدية فى شارع ابن يزيد، بالقرب من مذبح السيدة زينب، حيث لاحظنا وجود محل جزارة يبيع اللحوم البلدية بأسعار منخفضة سعر الكيلو ما بين 25 و40 جنيها، وعندما اقتربنا من أحد الباعة فى المحل – رفض الحديث معنا نهائياً.

 

الشوادر أفضل

وعن أسعار لحوم شوادر وزارة التموين الخاصة بمحدودى الدخل، التقينا سلامة محمد إبراهيم، جزار ، بجزارة «أبو قنديل» وهو المنفذ الوحيد لبيع اللحوم بالسيدة زينب، يقول: الإقبال شديد من المواطنين على شراء لحم الضأن الطازج الذى يصل سعره إلى 60 جنيها للكيلو الواحد، واللحم الجاموسى إلى 45 جنيها للكيلو، ويصل سعر اللحم الكندوز المحلى إلى 45 جنيها، والكبدة الكندوز بـ 42 جنيها، والكفتة الجاهزة بـ 30 جنيها، والسجق بـ 30 جنيها.

واختتم حديثه قائلاً: نحن نبيع لمحدودى الدخل بأرخص الأسعار، وأصبح مرتفعو الدخل يزاحمونهم فى قوت يومهم.

أما أسعار لحوم المجمعات الاستهلاكية الخاصة بمحدودى الدخل، لاحظنا أن ارتفاع أسعار اللحوم لم يختلف بين المستورد والمحلى، حيث وصل سعر كيلو اللحوم البتلو المستوردة إلى 75 جنيها، اللحوم من الاورجواى بـ57 جنيها، وكذلك ارتفعت أسعار اللحوم السودانية لـ 40 جنيها بعد ما كان يباع بـ37 جنيها، واللحم الكندوز السودانى بـ57 جنيها للكيلو، والكبد والقلب السودانى بـ40 جنيها، واللحوم الفرنسية بـ46 جنيها للكيلو، والفخذة الضأن بـ42 جنيها، والضأن الأسترالى المجمد من 33 إلى 42 جنيها للكيلو، كما وصل سعر كيلو لحوم الضأن الأسترالى الطازج المذبوح فى

مصر بـ45 جنيها للكيلو، ولحم البتلو البلدى الطازج يباع بنحو 63 جنيها، ولحم الضأن البلدى الطازج بـ 65 جنيها، ولحم الكندوز المشفى الطازج بـ 57 جنيها.

والتقينا محمد حنفى، جزار بمجمع استراند التابع للأهرام للمجمعات الاستهلاكية بمنطقة باب اللوق، الذى أكد أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء اللحوم السودانية التى يصل سعر الكيلو منها إلى 40 جنيها، واللحوم الفرنسية واللحم البتلو المستورد بـ75 جنيها.

ويضيف عم «حنفى» : أن هذه المجمعات مقامة فى الأساس لمحدودى الدخل، ولكن فى الحقيقة يقبل عليها أيضاً مرتفعو الدخل للفوز بـ «أكلة لحمة شهية» فى عيد الأضحى. مشيراً إلى أننا نبيع اللحوم المستوردة بمعدل طن ونصف الطن يومياً.

 

لا عزاء للفقراء

وفى السياق ذاته، أكد المواطنون أنهم يعيشون معاناة حقيقية بسبب ارتفاع أسعار اللحوم المبالغ فيه، خاصة قبيل عيد الأضحى المبارك.. فماذا قالوا؟

الحاجة نعيمة عطا، الشهيرة بـ «أم حسن»، أم لـ«ولد وبنتين»، فهى سيدة تجاوزت الـ50 عاماً، جاءت من مدينة النهضة من أجل شراء 2 كيلو لحم سودانى من مجمع استراند التابع للأهرام للمجمعات الاستهلاكية بمنطقة باب اللوق، باعتباره الأرخص سعراً، بعد أن فاقت أسعار اللحوم البلدية قدراتها المالية.

وتقول: قطعت مسافة طويلة فى الجو الحر، لكى أشترى 2 كيلو من اللحوم المجمدة، لأننا لم نقدر على الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم البلدية المذبوحة التى يصل سعرها إلى 95 جنيها للكيلو، حيث يمر علينا المواسم والأعياد دون شرائها أو الاقتراب من محلات الجزارة، ونفس الشيء لتجار الخراف والعجول الحية، نظراً لسعرها المرتفع، الذى لا يتناسب مع دخل زوجى الذى لا يتعدى الـ400 جنيه.

أما محمد طه، مسن، ويعول ستة أبناء، ومقيم فى السيدة زينب، فيقول: أسعار اللحوم البلدية «نار»، وراتبى لا يتجاوز الـ900 جنيه، وبالتالى لا يمكننى دفع 95 جنيها ثمناً لكيلو لحم الضأن، وزوجتى مريضة بحساسية فى الصدر والضغط، وأبنائى فى مراحل تعليمية مختلفة، لذلك لجأت إلى شوادر اللحوم المدعمة لشراء 3 كيلو لحم ضأن وكيلو لحم جاموسى بإجمالى سعر 225 جنيها، وهو يكفينا أنا وزوجتى وأولادى الستة طوال أيام عيد الأضحى.

أما أسامة عادل، فيعول طفلتين، ومقيم فى منطقة المنيب، قال: نعانى من جشع الجزارين وتجار الماشية، فأسعار اللحوم البلدية «مرتفعة الثمن»، فوصل سعر كيلو اللحم الجاموسى إلى 85 جنيها، ولحم الضأن إلى 95 جنيها، أما اللحوم المستوردة بالمجمعات الاستهلاكية فلم نعد قادرين على شرائها، لزيادة أسعارها.. فأنا عامل بسيط، وراتبى لا يتعدى الـ400 جنيه.. ودائماً بنقول «يارب أرزقنا بالحلال».

ونفى حازم محمد، «على المعاش»، جودة منتجات اللحوم البلدية لدى الجزارين. وذكر أن المشترى يتخوف من نوعية اللحوم عند معظم الجزارين الذين يتلاعبون باللحوم المستوردة «المجمدة» وبيعها للمستهلكين على أنها لحوم بلدية، حيث يتم عرضها خارج الثلاجات لتباع بأسعار مرتفعة، ومن الصعوبة اكتشاف ذلك.. ولا عزاء للفقراء والمساكين.

 

الحل فى تربية المواشى

الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، عضو مجلس إدارة جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، فتؤكد ضرورة إقامة مراع كبرى لتربية العجول والجاموس من أجل زيادة الكمية من أعداد الماشية والسلالات، حتى يمكن السيطرة علي أسعار اللحوم لتناسب الفئات المتوسطة والفقيرة، مع مراقبة دقيقة لعملها، بالإضافة إلى وقف ذبح إناث عجول الجاموس.

كما تطالب الدكتورة سعاد ببورصة لأسعار اللحوم، للحد من توحش الأسعار، وتقليص حلقات التداول بين التجار والمستهلكين، وهو ما سيعود على المستهلك بخفض أسعار هذه السلع الضرورية، كما يجب مراقبة وزارة التموين للأسواق، لعدم حدوث ذبح خارج الأماكن المعترف بها لضمان جودة اللحوم المعروضة لدى الجزارين، ومحاربة جشع التجار «علشان الفقير يأكل لحمة»، خاصة أن مشكلة ارتفاع الأسعار سببها الاحتكار.

وناشدت التجار أن يتقوا الله فى البسطاء، وأن تكون الزيادة في الأسعار مقبولة، خاصة أن الدخول ثابتة.. ولا تكفى لشراء 2 كيلو لحمة كل شهر.