رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

حى الدقي.. مسكن المشاهير ومنفى الزعماء السياسيين

منزل صدام حسين
منزل صدام حسين

التاريخ لا يكتب مرتين ولكن يُقرأ ألف مرة ومن يقرأ التاريخ يجد أنه قد ضم بين جوانحه الكثير ممن يستحق أن يتابع ويرصد بين الحين والحين. ربما يكون أهل حى الدقي بمحافظة الجيزة خاصة المقيمين فيه الآن غير عابئين بمعرفة تاريخ هذا الحى، وما يحوى من أسرار وما له من قيمة ربما لأنهم لم يواكبوا ذلك التاريخ ولأنهم فتحوا أعينهم على ذلك الحي فوجدوا ما آل إليه الآن من شوارع مجيشة بالباعة الجائلين.

ولكن للحي قيمة موجودة فقط في نفوس القدامي لدرجة أنه أصبح معقلًا لبعض الزعماء السياسيين الذين استوطنوا الحي وانصهروا بين أهله فلم يجد الزعيم السياسي الراحل صدام حسين إلا حي الدقي ليقطن فيه عندما كان طالبًا يدرس القانون بجامعة القاهرة وربما هاربًا من ملاحقة بعض الأجهزة الأمنية العراقية إثر محاولته اغتيال الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم.

 ولم يجد الاحتلال الفرنسي إلا حي الدقي بالقاهرة لينفي إليه الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة لتورطه في مظاهرات شعبية ضده بالإضافة إلى محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الذي ولد في ذلك الحي عندما كان قرية وأمضى طفولته فيه حتي سن العاشرة.

ولم تجد عائلة الفنانة سمية الخشاب إلا حي الدقي لتسكن فيه بعد إتيانها من صعيد مصر هؤلاء استوطنوا حي الدقي منهم من في الطفولة ومنهم من في الشباب ليبدأ كل منهم مشواره في الحياة ليحقق نجاحًا في مجاله حتى وأن نسى بعضهم الحي نتيجة تسلط أضواء الشهرة على عينيه فإن الحي لم ينساه حتي وإن اندثر التراب على أحدهم فإن الحي موجود.

سميا بحي الدقي نسبة إلى عائلة الدقي التي سكنت تلك المنطقة من القدم وقد أتت من صعيد مصر وتمركزت فيه ثم ما لبثت أن رحلت إلى الأرياف بالمنوفية في مدينة الشهداء وتمركزت بقرية سلامون قبلي وما زالت تلك العائلة تعيش بتلك القرية وما زال لها أفرع بالبحيرة وكفر الدوار والإسماعيلية وشبرا الخيمة ومدينة نصر دخل الحيز الحضري سنة 1963 وقد جعله قربة من مدينة القاهرة متنفسا للأثريا في تلك الأوقات. يمتلكون فيها القصور والمزارع كما سكنه بعضهم سكنا مستديما ومن أقدم العائلات بالحي عائلة عبد المقصود وأشهرهم عامر عبد المقصود لاعب نادي الترسانة السابق وهو عميد بالشرطة وأخوه أكرم عميد بالقوات المسلحة وهم من عام  1880 بالمنطقة وعائلة الطويل وهم أصهار عائلة عبد المقصود. الحاج عمر عبد المقصود 80 عاما وهو من عائلة عبد المقصود من أقدم السكان الحاليين في حي الدقي.

يتحدث عن أسرار ذلك الحي طيلة ما

أقضاه من أعوام فيه يقول الحاج عمر أن حي الدقي كان في الأصل قرية وكان به كثير من المزارع التي كان يمتلكها في تلك الأوقات "الباشوات" وكان أشهرهم حسن نشأت باشا رئيس ديوان القصر الملكي وكان يداوم على قضاء فترة نزهته في الحي بين مزارعه والتي كان يزراعها بالكروم والمانجة.

 ويضيف عمر، أن الحي لم يكن في الماضي بمثل تلك الصورة، حيث لم تكن الشوارع مليئة بالباعة الجائلين كاليوم، ولم يكن الازدحام المروري كما نراه الآن كانت الشوارع فسيحة، ولم تكن كل تلك العمارات المرتفعة كان لا يوجد في الحي إلا بعض المقاهي والبيوت التي كانت تبنى على الطراز الريفي والصعيدي.

 وأكد الحاج عمر، أنه بالفعل كان يسكن هنا في الحي الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة حينها كنت أبلغ من العمر 5 أعوام، وكان يجلس أكثر من مرة مع الزعيم العراقي صدام حسين عندما كان يسكن في الحي عندما كان طالباً يدرس القانون بجامعة القاهرة أو هارباً من الملاحقة الأمنية للأجهزة العراقية وكان دائما يطيل الحديث عن الزعيم المصري جمال عبد الناصر ربما لاقتناعه بالتجربة الناصرية والتي كان يريد تطبيقها في العراق.

  ومن جهته تقول الدكتورة زينات محمد ابو العزم استاذة التراث الحديث بكلية الآداب جامعة بورسعيد، أن بعد دخول حي الدقي الحيز الحضري كان للقرار آثار إيجابية وسلبية فقد ازدهر الحي وأصبح منطقة تجارية بعد أن كان زراعي فانفتحت أمام الكثير مشاريع قاموا بتطبيقها في حي الدقي والأثر السلبي هو أن تلك المشروعات خاصة التجارية منها قد خلقت نوعاً من التهدم البطئ للخلفية التاريخية للحي.

 

منزل الفنانة سمية الخشاب

منزل محمد البرادعي

منزل صدام حسين

الحبيب بورقيبة رئيس تونس السابق