عصف ذهنى
على غرار تصريحاته المتناقضة من تحويل (البنتاجون) إلى وزارة للحرب، خرج علينا الرئيس الأمريكى الموتور ترامب بمبادرة مفاجئة خلال كتابة هذه السطور، تحت عنوان (وثيقة ترامب لوقف اطلاق النار) تتلخص فى ثلاث نقاط، إطلاق سراح الرهائن بالكامل أمواتًا وأحياء، بعد توقف الاعتداء على غزة، وان يتم التفاوض تحت مظلة ترامب وتثق حماس فى قدرة أمريكا على الحل.
وهنا هل ستكون المبادرة خطوة امريكية جديدة لوقف الحرب، أم أنها مراوغة جديدة، بالاتفاق مع الجانب الإسرائيلى لتنفيذ مخطط التهجير القصرى للفلسطينيين ودفعهم إلى معبر رفح للضغط على مصر وإحراجها!
فى الحقيقة حسب تصريحات السفير ماجد عبدالفتاح سفير مصر بالأمم المتحدة، بأن المعبر المصرى مفتوح لإدخال المساعدات والجرحى فقط، دون دخول الفلسطينيين لتصفية القضية الفلسطينية، وفى الوقت نفسه تدفع مصر بمبادرة لوقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة عربية لحكم غزة بدلًا من حماس لإجهاض حجة إسرائيل، مع مضاعفة جهودها الدبلوماسية والعربية والدولية، استعدادًا لرؤية موحدة أمام المجتمع الدولى فى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة 22 سبتمبر الجارى.
فى الإطار نفسه إن الداخل الاسرائيلى يدعم الرؤية المصرية، مطالبًا بعدم استمرار الحرب وفقًا لما أكده أحد جنود الاحتلال أمام الكنيست أول أمس، مخاطبًا جيش احتلال بالخروج من غزة (قائلًا بالنص نحن نعيش فى دولة مجنونة اخرجوا من غزة، واهتموا بنا فنحن مقاتلون بلا هدف)!
ليس ذلك فقط وإنما ما تردده المعارضة الإسرائيلية والأعلام الإسرائيلى المعتدل، بأن استمرار الضغط على مصر لا نضمن رد فعله، خاصة بعدما أصبحت سمعة إسرائيل الدولية فى (الوحل) بسبب استمرار الاعتداء على غزه وتجويعها، لكن (النتن ياهووه) ما زال يكابر مستترًا بحليفه الموتور، الذى منع دخول للوفد الفلسطينى برئاسة أبومازن دخول نيويورك لحضور مؤتمر الأمم المتحدة، خوفًا من تأييد المجتمع الدولى لحق فلسطين فى اقامة دولتها، وفقًا لحدود يونيو 67.
والآن فى ظل هذه الهيمنة الإسرائيلية والصلف الأمريكى، هل تنجح الإرادة الدولية لشعوب العالم فى الوقوف إلى جانب الفلسطينيين فى إقامة دولتهم، حتى لو طالبت الدول المجتمعة فى نيويورك بنقل الاجتماع إلى جنيف كما حدث فى عام 1988 عندما منع الرئيس ياسر عرفات من دخول نيويورك فانتقل الاجتماع إلى جنيف، خاصة بعد أن تأكد للعالم أجمع أن العصابة الحاكمة فى إسرائيل نخبة يمينية متطرفة وإرهابية طاغية!
لذلك لم نعد نأمل فى نجاح أى مبادرة ترامبية، لأنها مجرد مراوغة حتى تكسب إسرائيل ارضًا جديدة وتطيل الوقت لتنفيذ مخططها الاستيطانى!!