عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الربيع والربيع العربي

 


أدي الربيع عاد من تاتي والبدر هلت أنواره ... وفين حبيبي اللي رماني من جنة الحب لناره ... أيام رضاه يا زماني هاتها وخد عمري ... اللي رعيته رماني وفاتني وشغل فكري ... كان النسيم غنوة والنيل يغنيها ...وميته الحلوة تفضل تعيد فيها ... وموجه الهادي كان عوده ولون البدر أوتاره ... يناغي الورد وخدوده يناجي الليل وأسراره ... وأنغامه بتسكرنا أنا وهو ... أنا وهو مافيش غيرنا .. مافيش غيرنا ...كلمات خالدة كتابها الشاعر الكبير مأمون الشناوي في ربيع عام 1949م وغناها الموسيقار فريد الأطرش وهي اغنية تعبر عن الفرح بقدوم فصل الربيع الذي يمتاز باعتدال المناخ الذي يشجع الناس علي الخروج الي المنتزهات والاحتفال بشم النسيم  .

ورغم مرور الزمان تبقي أغنية الربيع احدي علامات الاحتفال بقدوم فصل الربيع في مصر والوطن العربي ليس فقط للأجيال القديمة بل أيضا للأجيال الشابة التي لا تميل لسماع القديم الا انها تستمع مع قدم فصل الربيع لأغنية الربيع بنفس الحماس التي تستمع به للأغاني الجديدة .
وعلي النقيض من فرحة الناس بقدوم فصل الربيع كان قدوم ما يسمي بالربيع العربي الذي فرحت به الشعوب في المنطقة العربية واعتقدت انه ربيع اخر سياتي بالخير والبهجة والسعادة مثل فصل الربيع ولكنة كان شديد الاختلاف فلم يأتي الا بالعواصف والاعاصير التي دفعت المنطقة العربية ثمنها ومازالت تدفع من  استقرارها وأمنها ومواردها حتي تحول الربيع الي خريف لا ينتهي وكابوس مرعب يعيد البلدان العربية الي مربع التقسيم والحروب الاهلية والنعرات الطائفية والكثير من الناس يعتقدون ان الربيع العربي بدأ من تونس وهو اعتقاد خاطئ فقد كانت البداية الحقيقية للربيع العربي من العراق وهي نقطة البداية الحقيقية للمخطط الغربي لأسقاط المنطقة العربية في الصرعات والحروب الأهلية .
وقد استغلت القوي الخارجية عدة عوامل لتنفيذ مخططها في المنطقة العربية منها استمرار عدد من حكام المنطقة عدة عقود في الحكم دون انتخابات حقيقية وسيطرة الحزب الواحد علي مقاليد السلطة مثل حزب البعث في العراق والحزب الوطني في مصر وحزب المؤتمر في اليمن وتهميش المعارضة وزيادة القمع وسيطرة رجال الاعمال علي الموارد و علي اقتصاديات هذه الدول واختفاء الطبقة الوسطي وزيادة أعداد العاطلين والفقراء مما أهل المنطقة العربية لقبول الربيع العربي والايمان بأنه البداية الحقيقية لطريق الديمقراطية والرفاهية في المنطقة .
ولكن سرعان ما انكشف الامر وظهرت حقيقة الربيع العربي الذي دمر العراق بعد توريطهم في حرب l دولة الكويت حيث ظهرت النعرات الطائفية في العراق وانتشرت الجماعات المتطرفة والارهابية بشكل غير مسبوق بجانب بعض المناطق التي لجأت للحكم الذاتي مثل مناطق الاكراد في إقليم كردستان وهي الان شبة مستقلة عن العراق لتكون نواة لدولة كردية في المنطقة في المستقبل القريب .
وقد بدأ تنفيذ الجزء الثاني من المخطط  بعد عدة أعوام من تونس التي قامت بها ثورة علي الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي أطلق عليها ثورة الياسمين نتيجة اضرام محمد بوعزيزي النار في جسده امام مقر ولاية سيدي

بوزيد احتجاجا علي صفع الشرطة له علي وجهة بعد اعتراضه علي مصادرة عربة كان يبيع عليها الخضار والفاكهة لكسب رزقة وقد استطاعت تونس النجاة من الخريف العربي بانتخاب الرئيس الباجي قائد السبسي بعد تجربة مريرة استمرت عدة أعوام من سيطرة حزب النهضة علي زمام الأمور لكنة سقط بسبب قوة الاحتجاجات ووقوف الشعب التونسي ضد المخطط المعد لتدميرها .
وفي الوقت الذي سيطرت فيها الجماعات الإرهابية علي الأراضي الليبية بعد سقوط حكم الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي سادت لغة التقسيم الموقف هناك ودخلت سوريا أيضا في حرب أهلية لا يعرف احد عن ماذا ستسفر نتائجها في ظل تدمير كامل لكل مقومات الدولة السورية وقد أصبحت إراقة الدماء لغة الحوار هناك ولم يسلم اليمن من الربيع العربي الذي سيطرت فية جماعة الحوثيين علي الحكم  وهو ما يهدد المنطقة باسرها لوقع باب المندب الاستراتيجي تحت سيطرة هذه الجماعة الإرهابية .
وكادت مصر ان تؤول الي نفس المصير بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وخادع جماعة الاخوان الإرهابية للبسطاء والشباب وسيطرتها علي الرئاسة والبرلمان الا انها نجت من هذا المخطط بفضل وحدة أبنائها و حماية الجيش المصري العظيم لثورة الشعب في الثلاثين من يونيو ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته الإرهابية وكما كانت العراق وتونس بداية لتنفيذ مخطط تدمير المنطقة العربية كانت مصر نقطة البداية لوقف المخطط  في المنطقة العربية وقد نجحت مصر بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة صياغة خريطة المنطقة من جديد من خلال تحركات جادة محسوبة يقوم بها الرئيس منذ انتخابه لإعادة التضامن العربي ومحاربة الإرهاب وتوحيد كلمة العرب في المحافل الدولية واستقلال القرار المصري والعربي .
أخيرا ... بكل تأكيد هناك ربيع عربي جديد قد بدأ في المنطقة يختلف عن الربيع العربي المخطط له من الخارج قائم علي وحدة العرب ويقظة الشعوب ضد المخططات الخارجية... ربيع عربي جديد سينتصر بوجود قادة عرب مخلصين لقضايا الامة العربية مثل الرئيس السيسي ... غدا أكثر  إشراقاً .
[email protected]