رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الديب ومبارك.. ومحكمة التاريخ

يخلط الأستاذ فريد الديب - عامداً متعمداً - بين عمله كمحام للرئيس الأسبق مبارك.. وبين دوره الجديد كـ «مبرراتى» لحكم مبارك.. و«غاسل» لسمعة نظامه..وهو دور سياسى لا علاقة له بالمحكمة وأروقتها.. فالأول عمل «مهنى» بحت.. أما الثانى فهو دور «سياسى» خالص!

وأنا هنا أتساءل هل يتقاضى الديب أتعابه عن عمله كمحام فقط.. أم يتقاضى أتعابه شاملة العملين معاً.. المهنى والسياسي؟!
والسؤال الأهم هنا هل نجح الديب فى أداء مهمتيه الأولى والثانية؟.. هذا هو السؤال!
الحقيقة أن الديب بما يمتلكه من ملكات - أعترف بها مبارك شخصياً فى حواره مع جريدة الوطن - يستطيع أن يستخدم من الألاعيب والحيل التى قد تبرئ موكله أمام المحكمة.. كما فعل فى موضوع الفيلات ورشوة حسين سالم.. عندما طالب المحكمة ببراءة مبارك لانقضاء المدة - عشر سنوات على الرشوة - وبالفعل حصل لموكله على البراءة في المحاكمة الأولى.. وفات على المحامى «الجهبذ» أن حكم البراءة الذى فاز به - قضية الرشوة - سيكون دليل إدانة لموكله أمام شعبه.. وأمام التاريخ.. لأنها براءة «معيوبة» بلغة أهل الشارع.. لأنها لا تعنى عدم حدوث واقعة الرشوة.. لكن البراءة بسبب انقضاء المدة.. يعنى أن الديب أدان موكله من حيث لا يدرى.. لأنه إن كان قد برأه أمام المحكمة الجنائية.. فقد أدانه أمام محكمة الشعب والتاريخ.. الذى لا تخيل عليهم ألاعيب المحامين ولا تنطلى عليهم خدع المخادعين!
والغريب أن الأستاذ الديب أعجبته اللعبة.. وساق فيها حتى أصبح الآن المتحدث الأول باسم الرئيس المخلوع - ولا بلاش المخلوع دى علشان بتزعل الديب - ولكن المشكلة هنا أننا لم ولن نصدق الديب فى دوره الجديد كمدافع سياسى أول عن نظام مبارك.. لأنه باختصار دور مدفوع الأجر.. وسيادته قابض أتعابه مقدماً..وليس لوجه مبارك ولا وجه الوطن.. وبالقطع ليس لوجه الله!
ودليلى على ذلك أن تاريخ الديب لم يسجل له أى دفاع عن مبارك ونظامه.. لكن العكس تماماً هو الصحيح.. فلو حاكمنا مبارك ونظامه بموجب الاتهامات التى كالها الديب لهم أثناء محاكمة أيمن نور عام 2005 حيث ترافع فيها الديب مدافعاً عنه.. فوصف فيها مبارك

وعصره بـ «الطاغية الذى اختلط الأمر عنده بين العزبة والدولة.. بعد أن طال جلوسه على كرسى العرش.. وأكد أن هذا النظام اعتاد تلفيق الاتهامات لخصومة السياسيين.. وتلويث سمعة الشرفاء من أبناء الوطن»!
إذن لو عاقبنا مبارك ونظامه على الاتهامات التى كالها لهم الديب.. لأعدمناهم فوراً!
وأظنكم تتساءلون - الآن - أيهما فريد الديب؟.. هل هو «الحالى» الذى ترك مهنة المحاماة، وتفرغ للدوران على الفضائيات ليدافع بشراسة عن طهارة مبارك، ونظافة عهده؟!
أم هو فريد الديب «السابق».. الذى اتهم مبارك ونظامه بأبشع الاتهامات، ووصفه بأقذر الصفات والأوصاف؟
الحقيقة يا سادة أن كل هؤلاء فريد الديب.. المدافع.. والمهاجم.. فالرجل فى رأيى لا يدافع عن فكر سياسي أو عقيدة.. ولكنه يدافع عن قضية «موكل» أوكلت إليه.. وقبض أتعابها.. سواء كانت مع أو ضد.. وقد تجده غداً يهيل التراب على مبارك ونظامه، إذا ما جاءته قضية لواحد من ضحايا مبارك ونظامه.. المشكلة أن الرجل يدافع عن موكله بكل ضمير.. مع علمه الكامل أن قضيته خسرانة.. خسرانة.. ويتقمص الدور بكل إتقان.. سواء كان موكله «جاسوس» أو «خائن» باع وطنه وشعبه فى سوق النخاسة.. لكن أرجو من الأستاذ فريد ألا يطلب منا أن نصدقه فى كل دور يتقمصه.. سواء كان «مهنياً» أو «سياسياً».. لأننا نعرف أنه تقاضى أتعابه مقدماً.. والأهم من ذلك أن محكمة التاريخ لا تقبل النقض ولا تنطلى عليها ألاعيب المحامين وحيلهم!