مٌغْتَصِبُون أم مُغْتَصَبون؟
احتدم الجدل والتهديد والوعيد للذئاب البشرية التي تعيث في الأرض فساداً، والتي لم تخل جريدة يومية من ذكر آثامهم وفضائحهم علي مستوي محافظات مصر علي مدار الأيام الماضية خصوصاً بعد حادث التحرش الجماعي بميدان التحرير أثناء الاحتفال بفوز المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية.
وقد كان لزيارته للفتاة التي تعرضت للتحرش بالمستشفي أثر كبير في احتدام النقاش وتحويل الذئاب إلي محاكمات عاجلة وسقوط عدد من الشباب في قبضة رجال الأمن بعد أن زاد اهتمامهم بهذه البلاغات من ذي قبل.
ودعونا ننظر إلي موضوع التحرش والاغتصاب بنظرة أعم وأشمل من النظرة التي يسلط عليها إعلام التوك شو نظرته الأحادية التي لا تحتمل الرأي الآخر وهي أن جوانب الصورة لا تخلو من التضليل ممن يمسكون بزمام الأمور سواء من الأجهزة الحكومية أو المنابر الإعلامية وأدلل علي ذلك بأن أجهزة الدولة والحكومات المتعاقبة ساهمت في اغتصاب الشباب قبل أن يتحولوا إلي مغتصبين، وبنظرة أعمق وأشمل تخلو من تبرير التصرفات الشاذة لمن يرتكبون هذه الجريمة نقول إن حكومات مصر أهملت شبابها بعد أن ألقت بهم علي النواص والطرق والمقاهي بلا وظائف بعدأن أفنوا سنوات عمرهم يحصلون العلم في المدارس والجامعات، ومما زاد من وطأة الأمر علي الشباب ترك المواقع الإباحية بلا رقابة تنشر الأفلام والصور والكليبات التي تثير الغرائز وتجعل الشاب في ثورة داخلية يبحث عن طريقة لإخراجها حتي لو بافتراس ضحاياه في وسائل المواصلات أو الأسواق أو المنتزهات، أضف إلي ذلك أن الحكومات التي تترك الشباب بلا وظيفة صَعّبت عليه الأمر في الحصول علي شقة أو البحث عن زوجة وتوفير مهر وشبكة وبالتالي بات من المحال علي أي شاب في بداية حياته أن يعصم نفسه وشهواته من الوقوع في المحرمات.
من جانب آخر، تري ان هناك ابتذالا في ارتداء الملابس بالنسبة للفتيات والتفنن في ارتداء ملابس ضيقة ومثيرة وكاشفة للعورة والسير بطريقة تشجع الذين في قلوبهم مرض علي ملاحقتهن والتحرش بهن وفي بعض الأحيان اغتصابهن