مافيا.. فى مهمة وطنية
لم تكن مصر يوماً حكراً على الحزب الوطنى ولا على الإخوان.. ويخطئ من يقول إن بديل الحزب الوطنى هو الإخوان.. والعكس أيضاً.. ولكن
الحزب الوطنى بفساده واحتكاره وبطشه وجبروت فجره ومجموعة لصوصه مهدوا الطريق وبكل قوة لـ«25 يناير».. ولو كان الإخوان لديهم درجة من الذكاء بعد «30 يونيو» لشاركوا كفاءات الوطن فى الحكم من كل الاتجاهات.. وأخص بالذكر من كانوا فى خندق نظام ما قبل «25 يناير» من أقصى اليسار الى أقصى اليمين.. ولشاركوا أيضاً زملاء ميدان التحرير.. وأيضاً الأقرب لهم فى الفكر وهم حزب النور.. ولكن للأسف تفرغ الإخوان حينها لتشويه كل رموز النضال والفكر.. وبذلك خسروا الحكم ومهدوا الطريق بأسرع ما يمكن لـ«30 يونيو».. لأنهم لم يعلموا أن الشعب ليس لديه استعداد لنبت أية بذرة استبداد وفساد أو الانتظار «30» عاماً مرة أخرى.. ولكن يبدو أن الأمر سيتكرر من جديد خاصة بعد ظهور لصوص الوطنى النمحل ليتصدروا المشهد.. ليس فقط على المستوى الداخلى..وإنما أيضاً على لمستوى الخارجى.. فأحدهم الذى برع وكان له الريادة باقتدار وتفوق فى تسقيع الأراضى وتهريب الفياجرا.. أصبح بقدرة قادر بعد إفلاته من كل الجرائم سواء تهريب الفياجرا أو تسقيع الأراضى أو موقعة الجمل لإخفاء الأدلة يوجه رسائله بأنه يقوم حالياً بشرح خارطة الطريق.. والدستور الجديد خارجياً..وأنه أفسح المجال لعمرو موسى ولنبيل فهمى لشرح الموقف الداخلى فى المحافل الدولية.. هنا أدركت أن مصر مقبلة بالفعل على ثورة.. وإذا قامت هذه الثورة فلن ترحم مثل هؤلاء.. ولن تكون هناك محاكمات عادية.. بل هى محاكمات ثورية.. فهذا الذى يتحدث هو نفسه صاحب فكرة التوريث.. انطلق بها من خلال اجتماع لمبارك مع مجموعة رجال الأعمال حينها قال