رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوحش الصهيو - أمريكي الناعم .. وكيف نروضه!

تظهر علينا الدول الكبري بواجهة جميلة رائعة، وناطقة بما وصلت إليه من حضارات ورقي، في الوقت الذي تخفي ما يدور بينهم تضامنا مع أمور تجري علي خشبة المسرح الدولي، لكن سرعان ما ندركها حتي نسميها حينا بالمؤامرة أو حينا بالمصالح المتبادلة علي حساب المبادئ!

ومثال تلك العلاقات غير المعلنة أن عابت الولايات المتحدة علي انجلترا عقب الحرب العالمية الثانية، ضمن فكرة وأطماع تقسيم العالم، انها مكثت في مصر أكثر من سبعين سنة ظهر خلالها عدد كبير من العلماء والمفكرين والعباقرة في كافة المجالات العلمية والأدبية حتي علت هاماتهم برأس أعظم رجالات العالم المتحضر، وطلبت أمريكا من انجلترا أنه آن الأوان لأن ترحل عن مصر غير آسفة حتي يمكنها أن تدير المنطقة كلها علي طريقتها الجديدة بما يحقق مصالح الدول الكبري في الشرق الأوسط.
وضح ذلك تماما عندما قامت حركة يوليو 52 كحركة سلمية ذات مطالب عسكرية، إذ  أبانت أمريكا للملك فاروق أنه ليس من مبادئها التدخل في شئون الدول الداخلية عن طريق سفيرها في القاهرة آنذاك چيفرسون كافري، وكانت تبطن بذلك ترك الفرصة لقادة الحركة ليأخذوا راحتهم لأقصي مدي بلا معوقات، بما شجعهم لأن يصعدوا مطالبهم بمطالبة الملك نفسه بالتنازل عن العرش، وحتي تتاح الفرصة للولايات المتحدة لاستثمار النتائج المترتبة علي الحدث لدي مساندة الضباط الأحرار في التخلص من نظام الحكم الوطني آنذاك، ومن ساسته الوطنيين وعلي رأسهم زعيم الأمة مصطفي النحاس باشا، وحزب الوفد المصري القديم زعيم الأحزاب الوطنية المصرية.
وأوضح أن أمريكا - ها هنا - كانت عاملا مساعدا خفيا في خلع فاروق عن عرش مصر تحقيقا لاتفاقها مع انجلترا لأجل تغيير مسار الأمور في الشرق الأوسط حتي تلعب لعبتها الكبري والمستمرة حتي الآن،

بدليل أنها - والتي زعمت لفاروق أنها لا تتدخل في شئون الدول الداخلية - التي قامت بغزو العراق واحتلاله وإعدام رئيسه صدام حسين نتيجة أنه آخر الرجال الأقوياء في المنطقة التي كان يقول لأمريكا: لا، وليس لأي سبب آخر!
ومقصد ذلك القول إن أمريكا التي تلعب بأصابعها علي خريطة العالم كلها لا يمكنها  أن تترك مصر في حالها إلا لو كان ذلك يتفق مع مصالحها!!
والشيء الذي نود أن ننبه إليه بعد أن استقرت الكرة بين قدمي الشعب، ألا نقسوا علي قادة الحكم في  الوقت الحاضر ونطالبهم بإلقاء العصا السحرية لصنع المنجزات العاجلة حيث نجد وحشا خطيرا ناعما وخفيا يهدد العالم كله وليس مصر وحدها وهو الصهيو-أمريكي، وأنه من الكياسة أن تتصرف قادة مصر بكل تؤدة وحكمة وسياسة، وأن نتذكر جيدا المثل الشعبي المصري القائل: «الإيد اللي ما تقدرش تقطعها بوسها»، وإلا قطعت رأسك كما فعلت في يونية 1967، فما عاد ممكنا أن نحارب هذا الوحش الناعم أو نتحداه كما فعل ناصر في الماضي، بل ألين وأصلح أن نسوسه ونسايسه.. ونراوده ونروضه، حتي نفلح ونقوي وأن نجبره يوما لأن يخطب ودنا.