رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مطر الشامسي: تجربة إعلامية إماراتية في سياق التحولات الرقمية

بوابة الوفد الإلكترونية

شهد القطاع الإعلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقد الأخير تحولات جوهرية، فرضتها التطورات التقنية المتسارعة وتغيّر أنماط تلقي الجمهور للمحتوى الإعلامي. وفي خضم هذه التحولات، برز عدد من الإعلاميين الذين حاولوا التكيّف مع المشهد الجديد عبر الجمع بين العمل التلفزيوني التقليدي والحضور المتنامي على المنصات الرقمية، ومن بينهم الإعلامي الإماراتي مطر الشامسي.

وُلد مطر الشامسي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدأ مسيرته المهنية في المجال الإعلامي من خلال العمل في التلفزيون، حيث شارك في تقديم برامج تناولت قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة، ركزت في مجملها على الشأن المحلي والفعاليات المجتمعية. وقد اتسم ظهوره الإعلامي بالاعتماد على أسلوب مباشر، مع التركيز على نقل المعلومة بصورة مبسطة، بما يتناسب مع طبيعة الجمهور المستهدف.

ويحمل الشامسي درجة الماجستير في القانون، وهو مسار أكاديمي انعكس على طبيعة اهتماماته الإعلامية وطريقة تناوله للموضوعات العامة. فقد أتاح له هذا التخصص فهمًا أوسع للأطر القانونية والتنظيمية المرتبطة بالشأن العام، الأمر الذي أسهم في تقديم محتوى يتسم بالوضوح والدقة، خاصة عند تناول القضايا التي تتقاطع مع الجوانب المؤسسية أو المجتمعية.

ومع تطور بيئة الإعلام وتراجع الاعتماد الحصري على الوسائل التقليدية، اتجه مطر الشامسي إلى توسيع نشاطه المهني ليشمل المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار، بدأ في نشر محتوى مرئي وتقارير قصيرة تغطي فعاليات ثقافية واجتماعية داخل دولة الإمارات، إضافة إلى مشاركته في نقل بعض الأنشطة العامة بأسلوب يتناسب مع طبيعة الإعلام الرقمي السريع.

ويأتي هذا التوجه في سياق عام يشهده الإعلام المعاصر، حيث لم يعد الإعلامي محصورًا في دور المقدم التلفزيوني، بل بات مطالبًا بإنتاج المحتوى وإدارته والتفاعل مع الجمهور عبر قنوات متعددة. وقد شكّل هذا التحول تحديًا وفرصة في آن واحد، إذ تطلب تطوير مهارات جديدة تتعلق بصناعة المحتوى الرقمي وفهم خوارزميات النشر والتفاعل الجماهيري.

كما شارك مطر الشامسي في عدد من المنتديات والملتقيات الإعلامية التي ناقشت قضايا مرتبطة بمستقبل الإعلام ودور الإعلاميين الشباب في مواكبة التحولات الرقمية. وتناولت هذه الفعاليات موضوعات مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صناعة الخبر، والتغير في علاقة الجمهور بالإعلام، إضافة إلى التحديات المهنية التي يواجهها العاملون في هذا القطاع.

ويلاحظ المتابعون لتجربة الشامسي تركيزه المستمر على البيئة المحلية، سواء من حيث الموضوعات التي يتناولها أو اللغة المستخدمة في المحتوى. ويعكس هذا التوجه اهتمامًا بإبراز الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمع الإماراتي، ضمن إطار إعلامي يراعي الخصوصية المحلية دون الابتعاد عن القوالب المهنية المعتمدة في العمل الصحفي.

وتندرج تجربة مطر الشامسي ضمن سياق أوسع يشهده الإعلام الإماراتي، يتمثل في بروز جيل جديد من الإعلاميين الذين يعملون في مساحة وسطى بين الصحافة التقليدية والإعلام الرقمي. ويعكس هذا الجيل التحولات التي طرأت على مفهوم العمل الإعلامي، حيث أصبح التواجد على أكثر من منصة شرطًا أساسيًا للوصول إلى جمهور متنوع ومتعدد الاهتمامات.

وفي ظل المنافسة المتزايدة في مجال صناعة المحتوى، يبرز التحدي المتعلق بالحفاظ على المعايير المهنية والموضوعية، خاصة مع سرعة النشر وضغط التفاعل الجماهيري. وتُعد هذه الإشكالية واحدة من أبرز القضايا التي تواجه الإعلاميين العاملين في المنصات الرقمية، حيث يتطلب الأمر تحقيق توازن بين سرعة الوصول إلى الجمهور ودقة المحتوى المقدم.

ويعكس مسار مطر الشامسي المهني صورة للتحولات التي يشهدها الإعلام في دولة الإمارات والمنطقة عمومًا، حيث تتداخل الأدوار الإعلامية وتتغير أدوات العمل، في ظل بيئة إعلامية مفتوحة ومتطورة. وتبقى هذه التجربة جزءًا من مشهد إعلامي أوسع يتسم بالحركة والتجديد، مع استمرار النقاش حول مستقبل الإعلام وأدواره في المجتمع.