مخطط "جر رجل أمريكا".. نبيل نعيم يكشف الهدف الحقيقي لـ"بن لادن" من أحداث 11 سبتمبر
كشف نبيل نعيم، القيادي السابق بجماعة الجهاد وتنظيم القاعدة، عن طبيعة العلاقة التي ربطت بين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وكيف تحول معسكر تدريب صغير إلى التنظيم الأخطر عالميًا، نافيًا الروايات التي تتحدث عن كون أسامة بن لادن صناعة أمريكية مباشرة.
وأجاب “نعيم”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، عن التساؤل الجوهري حول سبب تزعم أسامة بن لادن للتنظيم رغم الخبرة التنظيمية للظواهري، مؤكدًا أن بن لادن كان يتمتع بـ"شرعية الدم والمال"؛ فغالبية عناصر التنظيم كانوا من الخليجيين واليمنيين الذين لم يكن ليرتضوا بغير ابن جلدتهم قائدًا.
وأضاف: "أسامة بن لادن كان يمتلك كاريزما الحصان العربي الحر، وكان شديد التواضع؛ إذ كان يُقدم أيمن الظواهري في كل المسائل العلمية والشرعية، ويطلب من العناصر مراجعته، لكن القرار النهائي والتمويل والسيطرة كانت لأسامة بن لادن".
وروى مفارقة إنسانية تعكس زهد أسامة بن لادن بعد حياة الترف، قائلًا: "سندته يومًا ليذهب إلى الطبيب وكان يرتدي شبشب حمام رخيصًا، فمازحته قائلاً سأصورك وأقول بن لادن يشحذ في أفغانستان، فضحك وقال: يا شيخ نبيل، كانت بيوت الموضة في لندن ترسل لنا الهدايا، وكانت نساؤنا يشتعلن أرقى الفساتين والمقتنيات بالأرقام دون مبالاة بالثمن"، ووصفه بأنه كان نموذجًا لـ"العربي الأصيل" في كرمه وشجاعته وتواضعه.
وكشف عن واقعة طريفة كانت سببًا في تسمية التنظيم بـ"القاعدة"؛ حيث استعانت المجموعات بضابط صاعقة مصري سابق “عقيد ومدرس في مدرسة انشاص” لتدريب المقاتلين، لكنه رفض تدريب الأفغان بسبب معتقداتهم وتعليقهم للتمائم، فتم إنشاء معسكر خاص للعرب سُمي "معسكر الفاروق"، ثم "أبو بكر"، لتكون هذه المعسكرات هي "القاعدة" لتدريب العرب، ومن هنا التصق الاسم بالتنظيم.
وحول أهداف التنظيم، أكد أن البوصلة تحولت من الروس إلى الأمريكان فور انسحاب الاتحاد السوفيتي، مشيرًا إلى أن شعارهم في الطوابير العسكرية كان: "يا أسود أفغانستان.. بعد الروس الأمريكان"، موضحًا أن أحداث 11 سبتمبر لم تكن مجرد ضربة، بل كانت خطة من بن لادن لجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى المستنقع الأفغاني لهزيمتها كما هُزم الروس، وهو ما حدث بالفعل.
وحسم نبيل نعيم الجدل حول الدعم الأمريكي، مؤكدًا أن المخابرات الأمريكية لم تكن تتعامل مع العرب “تنظيم القاعدة” بشكل مباشر لأن العرب كانوا يرفضون ذلك جذريًا، بل كان الدعم يمر عبر السعودية وهيئات الإغاثة في إطار الحرب ضد السوفييت، أما التعامل الأمريكي المباشر، فكان مع القادة الأفغان مثل "حكمتيار" و"عبد الرسول سياف"، الذين كانوا يلتقون بالسفير الأمريكي علانية في شوارع مُغلقة بكابل.







