رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بين السطور

فى هذه القضية التى تفوح من بين أوراقها رائحة الدنس لما ارتكبه المتهم فيها من جرائم ضد الإنسانية، وتعج بفحش الكلمات التى كان يستخدمها الجانى مع أطفال أبرياء عزل لا يملكون الدفاع عن أنفسهم بل ولا يدركون ما يفعله هذا الوحش الكاسر معهم من اغتيال برأتهم وفى الوقت نفسه تعج أوراق القضية أيضا بصرخات هؤلاء الأطفال المجنى عليهم وأناتهم من جراء نهش هذا الذئب من جسدهم وما حفره فى نفوسهم من الحسرة والألم ورعب. ففى غضون أيام قليلة مضت بعدد أصابع اليدين أو اقل انتهت فيها النيابة العامة من تحقيقاتها مع ذئب بشرى بإحدى المدارس الدولية بالإسكندرية. بعد ضبطه فى بلاغ ورد من أولياء أمور عدد من الأطفال، الذين تضرروا فيه من قيام عامل بالمدرسة بالتعدى جنسيًا على الأطفال داخل غرف منفصلة. وتم إحالة القضية والمتهم لمحكمة الجنايات والتى نظرت القضية واستمعت لأقوال الشهود وتقرير مصلحة الطب الشرعى، الذى جاء مناصراً ومعضداً لأقوال الأطفال الـ5 إناثاً وذكوراً فثبت ما لحق بهم من إصابات تتفق مع مضمون أقوالهم فى التحقيقات. واستمعت المحكمة لمرافعة الدفاع عن هذا الذئب.

كما استمعت لمرافعة النيابة العامة وأصدرت المحكمة قرارها بإجماع الآراء باحالة ملف القضية إلى فضيلة مفتى الديار المصرية للأخذ برأيه فى إعدام المتهم فيما ارتكبه بحق أطفال أبرياء اغتال براءتهم ودنس ملابسهم الطاهرة وروّع أمنهم داخل محراب العلم، فقد تم ضبطه وأجريت معه التحقيقات وأحيل للمحكمة وتم إحالة اوراق قضيته للمفتى فى وقت لم يستغرق سوى أيام قليلة حيث اعترف المتهم وتوافر فى حقه أركان جريمته الشنعاء بعد ان فقد اخلاقه وعقله ودينه وانتزع الشيطان منه الضمير والامانة ونخوة الرجولة، ففى مرافعة النيابة التى وصفت الجانى بأنه ذئب نكل بضحاياه الأطفال. قال رئيس النيابة أن المتهم يعمل "جناينى" بالمدرسة.

قام بخطف المجنى عليهم بالتحايل والتعدى على طلاب بمرحلة رياض الأطفال لا يتجاوز عمرهم 18 عاما تحت التهديد. ولم يراع قدسية المدرسة كبيت ثانٍ ومحضن للقيم، مشيراً إلى أن المتهم الذى عمل بالمدرسة لنحو 30 عاماً، تحول من خادم مؤتمن إلى خائن حول ساحة العلم إلى وكر للرذيلة وأضاف أن المتهم كفر بكل القيم، فإذا بخادم لا يصون، ومؤتمن على نشء يخون استبدل ما وجب أن يشعروا به من أمان بخسة بالغة، فكان قلبه كهفاً مظلماً لا يسكنه إلا الشيطان.

واستعرضت النيابة فى مرافعتها أسلوبه الممنهج فى اصطياد الضحايا، حيث استغل حداثة سنهم وانعدام تمييزهم، وكان يستدرجهم تارة بزعم اللهو واللعب، وتارة بمنحهم الحلوى والزهور، ليقتادهم واحداً تلو الآخر إلى غرفة نائية بفناء المدرسة بعيداً عن كاميرات المراقبة وأعين المشرفين، لينفرد بهم ويمارس أفعاله المشينة، متجرداً من كل معانى الإنسانية.

ووجّه رئيس النيابة حديثه للمحكمة قائلاً: جئناكم اليوم نطلب العقوبة الكبرى الإعدام ولا شىء غيرها، جزاءً وفاقاً لما استباحه المتهم من أعراض، وردعاً لمن تسول له نفسه المساس بكرامة أطفالنا. ليعلم القاصى والدانى أن بلدنا آمنة، تضرب رؤوس الباغين بلا رحمة. وبعد ذلك أصدرت المحكمة قرارها المتقدم وتبقى لنا كلمة. 

أين كانت رقابة المدرسة والمشرفين على تلك الغرف وأين رقابتهم على وجود أطفال فرادى فى فناء المدرسة دون داع من المدرسين ألم يسترعِ ذلك المنظر المتكرر انتباه المسئولين بالمدرسة؟ وفى هذا السياق تباشر النيابة العامة حاليًا تحقيقًا موازيًا لتحديد المسؤول عن التقصير فى الرقابة داخل إدارة المدرسة، بما عرض حياة الأطفال للخطر.