أستاذ في الجامعة الأمريكية: مصر تتمتع ببيئة داعمة لنمو الأطفال
أكدت الدكتورة سهام المريّض، أستاذ مساعد بمعهد الصحة العالمية والبيئة البشرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن مصر تتمتع ببيئة داعمة نسبيًا لنمو الأطفال.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، اليوم الإثنين، وأوضحت أن العوامل الداعمة لنمو الأطفال تشمل: ارتفاع معدلات تغطية التطعيمات وتوافرها، وهو ما يمثل أزمة حقيقية في دول أخرى، خاصة في غرب إفريقيا، حيث ما تزال الملاريا والنزلات المعوية تتسبب في وفيات الأطفال.
ولفتت إلى وجود تحديات تتعلق بضعف الوعي المجتمعي، خاصة فيما يخص تغذية الأم الحامل، وانتشار مفاهيم مغلوطة متوارثة، مثل عدم إدراك أعراض فقر الدم، مؤكدة أن البيئة الداعمة للنمو تبدأ من داخل المنزل.
وحذّرت من أن سوء التغذية والسمنة وارتفاع الكوليسترول أصبحت من أبرز أزمات المجتمع المصري، مشيرة إلى وجود فروق واضحة في نمو الأطفال قبل وبعد جائحة كورونا، حيث زادت معدلات السمنة، وظهرت تأثيرات نفسية ناتجة عن العزلة الاجتماعية واضطراب الروتين اليومي، الذي وصفته بأنه «صديق النمو الصحي للطفل».
وقالت إن نمو الأطفال هو سلسلة متكاملة من مراحل التطور تبدأ قبل الحمل، مرورًا بفترة الحمل، ثم أول عامين من عمر الطفل، وهي المرحلة الأكثر حساسية وتأثيرًا على مستقبل النمو الجسدي والذهني.
وأوضحت أن الأطفال الخُدّج يمثلون فئة خاصة تحتاج إلى تدخلات إكلينيكية سليمة في الشهور الأولى، يليها دور محوري للأسرة في توفير بيئة داعمة للنمو.
وأشارت إلى العمل على تطوير منحنيات نمو جديدة مبنية على بيانات أكثر من 4 ملايين طفل من 15 دولة حول العالم، مؤكدة أن أدوات قياس النمو الحديثة تعتمد على عدة عوامل، من بينها العمر، الوزن، الجنس، وموعد الولادة.
وشددت على أن العوامل الوراثية لا تمثل أكثر من 20% من نمو الأطفال والنمو الذهني، بينما تلعب التغذية والبيئة المحيطة الدور الأكبر.
وأضافت أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات المجاعات أو نقص التغذية، تلجأ أجسامهم إلى دعم النمو الذهني على حساب النمو الجسدي، وهو ما يفسر ضعف البنية الجسدية لديهم. ووصفت ما يحدث لأطفال غزة بأنه «متوقع علميًا» في ظل ظروف الحرب، وصعوبة الحمل، وسوء تغذية الأمهات، مؤكدة أن المجتمع الدولي يولي اهتمامًا كبيرًا بتوثيق هذه التأثيرات، معتبرة ما يحدث من «أشرس أنواع الحروب» لما له من تأثير مباشر على الإنسان قبل البنية التحتية.
وأضافت أن تداعيات الجائحة لم تظهر بالكامل بعد، لافتة إلى أن بعض الدول سجلت زيادة في معدلات ولادة الأطفال الخُدّج خلال تلك الفترة.