رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

سوفت بنك تراهن بكل ثقلها على OpenAI في سباق الذكاء الاصطناعي

بوابة الوفد الإلكترونية

تتحرك مجموعة سوفت بنك اليابانية، المملوكة للملياردير ماسايوشي سون، بخطوات متسارعة لحسم واحدة من أضخم صفقات التمويل في تاريخ الذكاء الاصطناعي، عبر التزام استثماري قد يصل إلى 22.5 مليار دولار لصالح شركة OpenAI المطورة لتقنية ChatGPT، قبل نهاية العام الجاري.

 ووفقًا لتقارير دولية، فإن هذه الخطوة تمثل رهانًا شاملًا من سون على مستقبل الذكاء الاصطناعي، في محاولة لوضع سوفت بنك في قلب التحول التكنولوجي العالمي.

وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، تعتمد سوفت بنك في جمع هذا المبلغ الضخم على حزمة معقدة من الأدوات المالية، تشمل بيع حصص استراتيجية في شركات كبرى، إلى جانب احتمال اللجوء إلى قروض هامشية بمليارات الدولارات، هذه التحركات تعكس رغبة ماسايوشي سون في تنفيذ ما يصفه مقربون منه بخطوة الكل أو لا شيء، لإعادة تموضع المجموعة كقوة رئيسية في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.

خلال الأشهر الماضية، نفذت سوفت بنك سلسلة من عمليات التخارج اللافتة لتكوين سيولة نقدية ضخمة. أبرز هذه الخطوات كان بيع كامل حصتها في شركة إنفيديا الأمريكية المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، والتي بلغت قيمتها نحو 5.8 مليار دولار. 

كما تخلت المجموعة عن جزء كبير من حصتها في شركة T-Mobile الأمريكية للاتصالات، بقيمة وصلت إلى 4.8 مليار دولار، في إشارة واضحة إلى استعدادها للتضحية باستثمارات تقليدية لصالح الرهان على الذكاء الاصطناعي.

ولم تتوقف الإجراءات عند حدود بيع الأصول، إذ لجأت سوفت بنك أيضًا إلى تقليص عدد الموظفين وإعادة هيكلة عملياتها لتصبح أكثر رشاقة. وعلى صعيد اتخاذ القرار الاستثماري، كشفت مصادر أن ماسايوشي سون شدد قبضته على أنشطة Vision Fund، الذراع الاستثمارية الشهيرة للمجموعة، حيث بات أي استثمار تتجاوز قيمته 50 مليون دولار يتطلب موافقته الشخصية، ما أدى إلى تباطؤ واضح في وتيرة الصفقات الجديدة.

جزء من التمويل المرتقب مخصص لدعم التزام OpenAI بمشروع Stargate، وهو مشروع بنية تحتية ضخم للذكاء الاصطناعي تم الإعلان عنه في يناير الماضي، كشراكة بين سوفت بنك وOpenAI وشركة أوراكل، وبدعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

ويهدف المشروع إلى ضخ مليارات الدولارات في تطوير بنية الذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة، بما يشمل مراكز بيانات متقدمة وقدرات حوسبة هائلة تدعم الجيل القادم من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتعتمد استراتيجية سوفت بنك كذلك على الأسواق العامة، حيث تعمل المجموعة على طرح تطبيق المدفوعات الرقمية PayPay للاكتتاب العام. ومن المتوقع أن يجمع الطرح أكثر من 20 مليار دولار، ما يجعله من أضخم الاكتتابات المرتقبة. ورغم أن الطرح كان مقررًا في ديسمبر، إلا أنه تأجل إلى الربع الأول من عام 2026، متأثرًا بإغلاق الحكومة الأمريكية لمدة 43 يومًا، وهو ما أثر على ظروف السوق العالمية.

في السياق نفسه، تسعى سوفت بنك إلى تقليص انكشافها على السوق الصينية، من خلال بيع جزء من حصتها في شركة Didi Global، تزامنًا مع استعداد عملاق خدمات النقل الذكي للإدراج في بورصة هونغ كونغ. هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع لإعادة توزيع الأصول والتركيز على استثمارات تعتبرها المجموعة أكثر توافقًا مع مستقبل التكنولوجيا.

من جانب آخر، يشير مراقبون إلى أن سوفت بنك لا تزال تمتلك أدوات تمويل متعددة، رغم ضخامة المبلغ المطلوب. فبحسب مصادر مطلعة، يمكن للمجموعة الاعتماد على القروض الهامشية، والسيولة المتوفرة في ميزانيتها، وحصصها في شركات مدرجة، إضافة إلى إصدار سندات، ما يمنحها مرونة كبيرة في تدبير التمويل دون الاعتماد على مصدر واحد.

يُذكر أن OpenAI أطلقت ChatGPT في أواخر عام 2022، لتشعل سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميًا، وتتحول خلال فترة قصيرة إلى واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا تأثيرًا. ومع دخول سوفت بنك بثقلها المالي والاستثماري، يبدو أن المنافسة على قيادة هذا القطاع ستشهد مرحلة جديدة، عنوانها استثمارات ضخمة، ومخاطر عالية، ورهانات قد تعيد رسم خريطة التكنولوجيا العالمية خلال السنوات المقبلة.