رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الصين تختبر آلة تصنيع شرائح أشباه الموصلات المتقدمة استعدادًا لعصر الذكاء الاصطناعي

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة قد تعيد رسم خريطة سباق التكنولوجيا العالمي، أفادت تقارير صحفية أن فريقًا من العلماء والمهندسين في الصين نجح في تطوير نموذج أولي لما يُعرف بـ آلة الطباعة المجهرية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، وهي التقنية الأساسية المستخدمة لإنتاج شرائح أشباه الموصلات المتقدمة، التي تشكل قلب الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الحديثة.

ووفقًا لمصادر رويترز، فقد اكتمل النموذج الأولي في وقت سابق من هذا العام في مدينة شنتشن، ويجري حاليًا خضوعه للاختبارات للتأكد من قدرته على توليد الضوء بالأطوال الموجية القصوى المطلوبة لتصنيع الرقائق.

 ويشير التقرير إلى أن فريق العمل يتضمن مهندسين سابقين من شركة ASML الهولندية، المزود الرائد عالميًا لآلات EUV.

تعد تقنية EUV واحدة من أعقد التقنيات الهندسية على الإطلاق، وتستخدمها شركات مثل Intel وTSMC لصناعة أحدث شرائح الحواسيب، ما يعني أن أي دولة أو شركة تحاول المنافسة يجب أن تمتلك القدرة على تشغيل مثل هذه الآلات. 

على الرغم من أن النموذج الأولي الصيني لم يبدأ بعد بإنتاج الشرائح، إلا أنه قادر على توليد الضوء اللازم لعملية التصنيع، وهو مؤشر واعد على تقدم جهود الصين نحو الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات.

وتشير المصادر إلى أن الصين تستهدف بدء إنتاج الشرائح باستخدام آلات EUV محلية بحلول عام 2028، رغم أن بعض الخبراء يرون أن 2030 هو السيناريو الأكثر احتمالًا.

 وفي هذا السياق، قال أحد المطلعين لـرويترز: "الهدف هو أن تكون الصين قادرة على تصنيع شرائح متقدمة باستخدام آلات صينية بالكامل، مع استبعاد الولايات المتحدة بنسبة 100% من سلاسل الإمداد الخاصة بها."

هذا التطور يأتي في إطار استراتيجية وطنية حددها الرئيس شي جين بينج، حيث جعل من تطوير القدرة على إنتاج أشباه الموصلات خطوة مركزية لتعزيز استقلال الصين التكنولوجي. ويأتي النموذج الأولي كجزء من محاولة الدولة لتقليص اعتمادها على الموردين الغربيين، خصوصًا في ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير تقنيات EUV المتقدمة للصين.

محللون يقولون إن نجاح الصين في هذه المرحلة قد يسرع من دخولها سوق الشرائح المتقدمة، وقد يؤدي إلى تحولات كبيرة في الصناعات التقنية عالميًا، لا سيما أن هذه الشرائح تشكل حجر الأساس للذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، ومختلف التقنيات المستقبلية.

من جهة أخرى، تعتبر آلة EUV تحديًا هندسيًا هائلًا، إذ تتطلب دقة تصل إلى نانو مترات معدودة في طباعة الدوائر، كما تحتاج إلى بيئة خالية من أي اهتزازات معقدة للغاية، وهذا يجعل تطويرها محليًا خطوة جريئة ومهمة.

في المحصلة، إذا تمكنت الصين من إتقان هذه التكنولوجيا وإطلاق الإنتاج المحلي للشرائح المتقدمة، فإنها ستكون قادرة على منافسة الشركات العالمية الكبرى في مجال أشباه الموصلات، مع تعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، وتوجيه مسار الصناعات التكنولوجية بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية.