رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تكساس تواجه كبار مصنّعي التلفزيونات بسبب برامج التجسس الإعلانية

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة غير مسبوقة، رفعت ولاية تكساس دعوى قضائية ضد خمسة من أبرز مصنعي التلفزيونات في العالم، متهمة إياهم بجمع بيانات المشاهدين بدون إذنهم واستخدامها لأغراض استهداف إعلاني.

 الدعوى التي أعلن عنها مكتب المدعي العام في تكساس بقيادة كين باكستون، تستهدف شركات سوني، سامسونج، إل جي، هيسنس، وتي سي إل، معتبرة أن هذه الشركات استخدمت برامج تجسس متطورة لتتبع سلوك المشاهدين واستغلاله تجاريًا.

المسألة تتركز حول تقنية تُعرف باسم التعرف التلقائي على المحتوى (ACR)، التي تشبه إلى حد كبير تطبيق Shazam للأغاني، لكنها مخصصة للتلفزيون. هذه التقنية تستطيع تحليل المحتوى الذي يُعرض على الشاشة من خلال مطابقة "بصمات المحتوى" مع قاعدة بيانات ضخمة، ما يمكّن الشركات من معرفة ما يشاهده المستخدمون بدقة عالية، بما في ذلك البرامج، الأفلام، الألعاب، وحتى التطبيقات التي يستخدمونها.

وفقًا للدعوى، فإن البرامج يمكنها التقاط لقطات من الشاشة كل نصف ثانية، ومراقبة النشاط بشكل مباشر، ثم إرسال هذه المعلومات إلى خوادم الشركات دون علم أو موافقة المستخدمين. وبالرغم من توفر بعض الإعدادات لتعطيل هذه الميزة، إلا أن شركات التلفزيون غالبًا ما تجعل عملية الإيقاف معقدة، وتخبئ شرحًا مهمًا ضمن بنود قانونية طويلة ومعقدة لا يقرأها المستخدم العادي.

المدعي العام باكستون أكد أن دعوى تكساس لا تقتصر على المخاوف المتعلقة بالخصوصية فقط، بل تشمل أيضًا القلق من البيانات المجمعة عبر شركات صينية مثل هيسنس وتي سي إل، نظرًا للقوانين الصينية المتعلقة بالأمن القومي، والتي قد تمنح الحكومة الصينية الوصول إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين، مما يضاعف المخاطر الأمنية.

وبحسب موقع شركة إل جي للإعلانات، فإن تقنية ACR تساعد المعلنين على استهداف الجمهور استنادًا إلى نوع المحتوى الذي يشاهده، سواء برامج، شبكات، تطبيقات أو حتى أنواع معينة من الألعاب. وهذا يعني أن البيانات لا تقتصر على ما يشاهده المستخدمون، بل تشمل أيضًا عاداتهم الشرائية والموقع الجغرافي وحتى تفاصيل الاشتراكات الرقمية الخاصة بهم.

القضية أثارت جدلاً واسعًا حول مدى شفافية شركات التكنولوجيا الكبرى فيما يتعلق بجمع بيانات المستخدمين، ومدى وعي المستهلكين بحقوقهم الرقمية. العديد من الخبراء يشيرون إلى أن مثل هذه الممارسات ليست مجرد انتهاك للخصوصية، بل تعكس نموذجًا تجاريًا يعتمد على استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أرباح إعلانية ضخمة، دون تقديم فوائد ملموسة للمستهلكين أنفسهم.

الدعوى القضائية في تكساس تأتي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة والعالم اهتمامًا متزايدًا بتنظيم خصوصية البيانات وحماية المستهلك من الانتهاكات الرقمية. كما أنها تعكس صراعًا متناميًا بين المصالح التجارية لشركات التكنولوجيا وحق الأفراد في التحكم ببياناتهم الشخصية.

من المتوقع أن تكون هذه القضية نقطة تحول مهمة في العلاقة بين المستهلكين ومصنّعي الأجهزة الذكية، وأن تسلط الضوء على ضرورة مراجعة كيفية استخدام تقنيات مثل ACR لضمان التوازن بين الابتكار وحماية الخصوصية. في الوقت ذاته، ستتابع الصناعة والمستهلكون عن كثب نتائج هذه المعركة القانونية، التي قد ترسم معالم جديدة لمسار الإعلانات الرقمية وحماية البيانات في المستقبل.