نظارات ميتا الذكية تقترب خطوة من الواقع مع تركيز المحادثة
في خطوة جديدة تعكس تسارع سباق التكنولوجيا القابلة للارتداء، بدأت شركة ميتا رسميًا في طرح تحديثات برمجية جديدة لنظاراتها الذكية بالتعاون مع Ray-Ban وOakley، تتضمن ميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل عملي ومباشر في الحياة اليومية، وعلى رأسها ميزة تركيز المحادثة وخصائص ذكية مدمجة مع منصة Spotify.
الميزة الجديدة، التي كشفت عنها ميتا للمرة الأولى خلال مؤتمر Meta Connect في سبتمبر الماضي، تهدف إلى حل واحدة من أكثر المشكلات اليومية إزعاجًا: صعوبة سماع من نتحدث إليهم في الأماكن المزدحمة أو الصاخبة.
ومع بدء وصول التحديث الجديد، أصبحت هذه الميزة متاحة فعليًا لمستخدمي نظارات Meta Ray-Ban من الجيلين الأول والثاني، بالإضافة إلى نظارات Oakley Meta HSTN.
كيف تعمل ميزة تركيز المحادثة؟
تعتمد الميزة على تضخيم أصوات الأشخاص القريبين من المستخدم، مع تقليل الضوضاء المحيطة، ما يجعل الصوت أكثر وضوحًا و”إشراقًا” بحسب وصف ميتا. الهدف هنا ليس فقط رفع مستوى الصوت، بل مساعدة الأذن على تمييز صوت المتحدث عن الضجيج الخلفي، سواء كنت في مقهى مزدحم أو شارع يعج بالحركة.
يمكن تشغيل تركيز المحادثة بعدة طرق، إما عبر الأوامر الصوتية مثل Hey Meta، ابدأ تركيز المحادثة، أو من خلال تخصيص اختصار باللمس عبر الضغط المطوّل على النظارات، هذا التنوع في طرق التفعيل يعكس توجه ميتا نحو جعل التجربة أكثر سلاسة وأقل اعتمادًا على الأوامر الصوتية التقليدية.
Spotify يرى ما تراه.. ويختار موسيقاك
التحديث الجديد لا يتوقف عند تحسين السمع فقط، بل يمتد إلى تجربة سمعية مختلفة كليًا عبر دمج ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط مع Spotify. الفكرة هنا بسيطة في ظاهرها، لكنها طموحة في تطبيقها: يمكن للمستخدم أن يطلب من نظارته تشغيل موسيقى تناسب المشهد الذي ينظر إليه.
بعبارة مثل Hey Meta، شغّل موسيقى تناسب هذا المنظر، تبدأ Spotify في إنشاء قائمة تشغيل مخصصة، لا تعتمد فقط على ذوق المستخدم الموسيقي، بل أيضًا على السياق البصري للحظة. على سبيل المثال، قد يؤدي النظر إلى زينة عيد الميلاد إلى تشغيل موسيقى احتفالية، بينما قد يختلف الاختيار تمامًا عند النظر إلى شاطئ أو شارع ليلي هادئ.
ورغم أن الفكرة تفتح الباب لتجارب موسيقية جديدة، لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية تعامل النظام مع المشاهد أو المفاهيم الأكثر تجريدًا، وهو ما لم توضحه ميتا أو Spotify بشكل كامل حتى الآن.
أولوية لمشتركي الوصول المبكر
بحسب ميتا، بدأ طرح هذه الميزات تدريجيًا، مع أولوية للمستخدمين المسجلين في برنامج الوصول المبكر. أما باقي المستخدمين، فسيصلهم التحديث على مراحل خلال الفترة المقبلة، وهو أسلوب بات شائعًا لتفادي المشكلات التقنية ومراقبة تفاعل المستخدمين مع الخصائص الجديدة.
التحديث شمل أيضًا نظارات Oakley Meta Vanguard، أحدث إصدارات ميتا المصممة خصيصًا للأنشطة الرياضية. هنا أضافت الشركة خيارًا يسمح بتنفيذ أوامر بكلمة واحدة فقط، دون الحاجة إلى قول “Hey Meta”. كلمات مثل “Photo” أو “Video” أصبحت كافية لالتقاط صورة أو بدء تسجيل فيديو.
الميزة موجهة بالأساس للرياضيين، مثل العدّائين وراكبي الدراجات، الذين قد لا يكون من العملي بالنسبة لهم استخدام أوامر صوتية طويلة أثناء الحركة. وتصف ميتا هذا التغيير بأنه وسيلة “لتوفير الأنفاس” أثناء التمرين، لكنه في الواقع يعكس توجهًا أوسع نحو تقليل الاحتكاك بين المستخدم والتكنولوجيا.
مع هذه التحديثات، يبدو أن ميتا تحاول نقل النظارات الذكية من كونها أداة تقنية مثيرة للاهتمام إلى رفيق يومي حقيقي. تحسين السمع، اختيار الموسيقى بناءً على اللحظة، وتقليل الاعتماد على الأوامر الطويلة، كلها مؤشرات على أن الشركة تراهن على دمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة.
ورغم أن هذه الميزات قد تبدو بسيطة على الورق، فإن نجاحها الحقيقي سيعتمد على دقتها في الاستخدام اليومي، ومدى شعور المستخدم بأنها تضيف قيمة حقيقية، لا مجرد استعراض تقني. الأيام المقبلة، مع وصول التحديث إلى عدد أكبر من المستخدمين، ستكون كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.