رمية ثلاثية
أيام قليلة ويبدأ المنتخب الوطنى لكرة القدم مشواره فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بمواجهة منتخب زيمبابوى بحثاً عن اللقب الثامن والذى غاب عن مصر منذ 2010.
وقد رأينا فى الفترة الأخيرة اهتمام الجميع بالاستعداد للبطولة ودعم المنتخبات فى البلاد المختلفة، وشاهدنا كيف يتسابق الجميع فى المغرب على دعم منتخباتها فى كافة الأعمار وخاصة المنتخب الأول، يحدث هذا فى الوقت الذى نجد فيه الجماهير المصرية لا تزال تعيش فى الانتماءات للأندية فقط لاغير حتى شاهدنا آخر مباراة المنتخب أمام منتخب نيجيريا فى المحطة الأخيرة من الاستعداد للبطولة بدون جمهور وهو أمر مؤسف، ساعد على تحقيقه روابط ألغت من حسابات بعض الجماهير الانتماء الوطنى قبل الانتماء للأندية مرض أصاب أعداد كبيرة وساعد على تضخمه عدد من العناصر فى الوسط الإعلامى والفنى.
و أيضا فى الوقت الذى تدعم فيه الدولة المنتخب بكل قوة من جانب وزير الرياضة الذى حرص على مؤازرة المنتخب فى كل تحركاته مع تركيز اتحاد الكرة على الاستعداد دون النظر أو التوقف أمام غفلة البعض، نجد بعض أبناء اللعبة لا تزال يهاجمون الجهاز الفنى للمنتخب بدلا من دعمه، وللأسف تضم هذه المجموعة عدد كبير من المشتاقين للعمل فى المنتخبات أو للدخول ضمن اهتمامات اتحاد الكرة.
تخيل ونحن على بعد أيام من هذا الحدث المهم تجد أشخاصا من الوسط الكروى يخرجون ويوجهون سهام النقد الجارح إلى إتحاد الكرة واختيارات الجهاز الفنى، والمؤسف أن بعض هؤلاء رغم نجوميتهم وهم لاعبون إلا أنهم حققوا فشلا يوازى هذه النجومية فى مشوارهم التدريبى أو الإدارى.
تخيل شخص لم يحقق فى مشواره التدريبى أى إنجاز يذكر سوى حصوله ناديه على الدورى مرتين وهو يعمل مساعدا لمدرب أجنبى، وطوال مشواره لم يحقق أى لقب وهو مسئول أول حتى عندما تولى فى غفلة من الزمن مسئولية المنتخب كانت أياما لا توصف إلا بالسواد ثم يخرج علينا ويوجه اتهامات الفشل لمن حققوا إنجازات لا يحلم بها.
إلى متى تستمر هذه الحالة المرضية، لقد عشت وشاهدت الجماهير وهى تقف خلف المنتخبات وفى دورة الألعاب الأفريقية التى استضافتها مصر فى التسعينيات عزفت الجماهير ألحانا رائعة وهى تدعم المنتخبات فى كل الألعاب حتى الألعاب الفردية محققة تابلوه رائعا من المؤازرة والمساندة.
الانتماء للوطن أهم كثيرا من لعبة مصالحكم الخاصة، تناسوا كل هذه الأمور عندما يكون الهدف هو دعم البلد ممثلة فى أى كيان يمثلها.
تخيل إحدى القنوات التى حرصت فى الفترة الأخيرة على تشويه أى عمل أو إنجاز تقوم باستضافة مدرب فاشل لا يجيد سوى الكلام والاهتمام بشعره ليتكلم وينتقد الكل فى اليوم التالى لوصول المنتخب الوطنى إلى المغرب استعداداً لنهائيات أمم أفريقية، ومن قبله خرج جوز الخيل الذين عملوا معه وحققوا فشلا مخزيا وساروا على الدرب نفسه وتناسوا أنهم تفرغوا قبل البطولة للعب العيال وتوجيه نقد لجهاز المنتخب الأول والدخول فى مهاترات مؤسفة وتستمر الكارثة باستضافة هؤلاء فى القنوات الفضائية التهليل والتبجح بدلاً من الاعتذار.. فقدوا الاحساس والشعور بالمسئولية.
أخيرا إلى كل مشجع كروى استيقظ من الغفلة وادعم منتخب بلدك ولا تلتفت إلى المغيبين من مجانين الانتماء الذين يضعون أنديتهم فى المقام الأول، ولا إلى أصحاب المصالح الذين يستغلونكم لتحقيق المزيد من مكاسبهم الخاصة.
[email protected]