الصمت والسكوت!!

ملعون الصمت والسكوت فى وجه الظالم، ومن قال إن الصمت «لغة الكبار» فهو كاذب، لأن الصمت والسكوت «لغة الضعفاء»، فعند العرب يكون عجزاً، والصمت يهوى بنا فى بحور الخوف، وكثير من الحقوق ضاعت بسبب السكوت، فيصبح السكوت خذلاناً، والساكت هو شيطان أخرس. وأيضاً «الجعجعة الفارغة» هبل أعظم وأكثر خيانة للنفس من السكوت، فلا تكون كالكلب الذى ينبح دون أن يعُض، وبدون العض فهو «عبط» ملعون أبوالسكوت وأنت تملك لساناً وعقلاً وفهماً، وتعلم الفرق بين الحق والباطل، فالصمت كارثة لك قبل أن يكون ضدك. فالإنسان الصامت بلا أصل وبلا كرامة، و«الكرامة» هى الأساس الذى تقوم عليه قيم «الحرية والعدالة والمساواة»، فالكلمة كما قال الكاتب الكبير «عبدالرحمن الشرقاوى» فى مسرحيته «الحسين ثائراً» التى يعبر فيها عن أهمية الكلمة وأنها ذو شأن عظيم فى التصدى للظلم، وأنها نور تهدى وتضىء، وبعض الكلمات قلاع شامخة يلجأ إليها الناس ويعتصمون بها لتحميهم من الظلم. فتكلم ولا تنتظر من يعرض عليك المحبة لأنهم تجار ينتظرون منك مقابل كل شىء ويشجعهم سكوتك.