رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ارتباك جديد يلاحق Grok بعد نشر معلومات خاطئة عن حادث إطلاق النار في أستراليا

بوابة الوفد الإلكترونية

يعود اسم روبوت الدردشة Grok، التابع لشركة xAI، إلى واجهة الجدل من جديد، بعدما تورط في نشر معلومات غير دقيقة وأحيانًا غير ذات صلة حول حادث إطلاق النار الذي وقع في منطقة بوندي بيتش بمدينة سيدني الأسترالية، خلال فعالية عامة تزامنت مع الاحتفال ببداية عيد الحانوكا. الواقعة أثارت انتقادات واسعة على منصة X، خصوصًا مع اعتماد عدد من المستخدمين على ردود الذكاء الاصطناعي لفهم ما حدث في الساعات الأولى بعد الحادث.

الحادث، الذي أسفر وفق تقارير إخبارية دولية عن سقوط عدد كبير من الضحايا، شهد موقفًا لافتًا تم تداوله على نطاق واسع عبر مقطع فيديو يُظهر أحد المارة وهو يحاول نزع السلاح من أحد المهاجمين. إلا أن Grok أخفق في تفسير المشهد بشكل صحيح، حيث قدّم معلومات متضاربة حول هوية الشخص الذي ظهر في الفيديو، بل وخلط في بعض ردوده بين الحادث الأسترالي ووقائع أخرى لا تمت له بصلة.

ووفقًا لما رصده مستخدمون وصحفيون تقنيون، فإن Grok أخطأ أكثر من مرة في تحديد هوية الرجل الذي تصدى للمهاجم، وأعاد نشر معلومات غير مؤكدة، كما قدّم في بعض الأحيان ردودًا بعيدة تمامًا عن السؤال المطروح. في حالات أخرى، ربط الروبوت بين صورة الحادث في بوندي بيتش وأحداث عنف وقعت في مناطق مختلفة من العالم، أو خلط بينها وبين حادث إطلاق نار وقع في جامعة براون بالولايات المتحدة، وهو ما زاد من حالة الارتباك.

هذا الخلل لم يقتصر على إجابات فردية، بل ظهر بشكل متكرر في ردود Grok على طلبات متعددة، حتى عندما لم يكن السؤال متعلقًا بالحادث من الأساس. وهو ما دفع عددًا من المتابعين للتشكيك في قدرة النموذج على التعامل مع الأخبار العاجلة، خاصة تلك المرتبطة بحوادث أمنية حساسة تتطلب دقة عالية وسرعة في التحقق.

حتى الآن، لم تصدر شركة xAI، المطوّرة لـGrok، أي بيان رسمي يوضح أسباب هذا الارتباك أو يشرح ما إذا كانت هناك مشكلات تقنية أو بيانات تدريبية أدت إلى هذه الأخطاء. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها Grok لانتقادات بسبب مخرجات مثيرة للجدل، إذ سبق أن واجه موجة غضب واسعة خلال العام الجاري بسبب ردود وُصفت بأنها غير مسؤولة أو صادمة في قضايا تاريخية وسياسية.

ويعيد هذا الجدل فتح النقاش حول دور روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في تغطية الأخبار، وحدود الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات، خاصة في ظل الانتشار الواسع لهذه الأدوات على منصات التواصل الاجتماعي. فبينما تُسوّق هذه النماذج باعتبارها قادرة على تقديم إجابات سريعة وملخصات فورية، تكشف مثل هذه الوقائع عن مخاطر حقيقية تتعلق بنشر معلومات خاطئة أو مضللة في لحظات حرجة.

خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي يرون أن المشكلة لا تكمن فقط في الخطأ ذاته، بل في سرعة انتشاره وتأثيره على الرأي العام، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحوادث عنف أو أزمات إنسانية. فالمستخدم العادي قد يتعامل مع إجابة الروبوت باعتبارها حقيقة مؤكدة، دون الرجوع إلى مصادر إخبارية موثوقة أو بيانات رسمية.

حادث بوندي بيتش، وما صاحبه من ارتباك في ردود Grok، يسلّط الضوء مجددًا على الحاجة إلى ضوابط أكثر صرامة في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل المنصات الاجتماعية، وعلى أهمية وجود آليات واضحة لتصحيح الأخطاء والتنبيه إلى المعلومات غير المؤكدة. كما يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية هذه التقنيات للتعامل مع الأخبار العاجلة، في وقت تتزايد فيه توقعات المستخدمين من أدوات الذكاء الاصطناعي لتكون دقيقة وسريعة في آن واحد.

وفي ظل غياب تعليق رسمي من الشركة المطورة، يبقى السؤال مطروحًا حول الخطوات التي ستتخذها xAI لمعالجة هذه الإشكالات، وما إذا كانت ستُجري تحديثات أو تغييرات تقلل من احتمالات تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلًا، خاصة مع تصاعد الاعتماد العالمي على الذكاء الاصطناعي كمصدر للمعلومة والتحليل.