رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

على عمق 700 متر.. نظام أمان فريد داخل منجم السكري برائحة البصل الفاسد

بوابة الوفد الإلكترونية

قال المهندس محمود رسلان، رئيس قسم التعدين تحت سطح الأرض بمنجم السكري، إن أعماق العمل داخل المنجم تصل إلى نحو 700 متر كفرق رأسي بين أنفاق الخدمات وأعمق نقطة يتم العمل بها حاليًا، وهو ما يعكس حجم التحديات الفنية المرتبطة بالتعدين تحت سطح الأرض.

وأوضح أن المنجم يعتمد على نظام تحكم ثالث للطوارئ، يتم اللجوء إليه في الحالات التي قد تتعطل فيها وسائل الاتصال التقليدية مثل أجهزة اللاسلكي، مشيرًا إلى أن هذا النظام يتضمن آلية إنذار خاصة تعرف باسم Stench Gas Station.

وأضاف رسلان أن هذا النظام يعتمد على إطلاق غاز ذي رائحة نفاذة ومميزة تشبه رائحة البصل الفاسد، يتم ضخه بشكل تلقائي أو يدوي من غرف تحكم على السطح، بهدف تنبيه جميع العاملين تحت الأرض بوجود حالة طوارئ، ودفعهم فورًا للتوجه إلى غرف الطوارئ المخصصة.

وأكد أن جميع هذه أنظمة التحكم والإنذار تم تصميمها لتكون جاهزة للعمل في أي وقت، رغم أنه لم يتم تسجيل أي حالات طوارئ حقيقية حتى الآن، موضحًا أن إدارة المنجم تحرص على تنفيذ تدريبات ومحاكاة دورية لضمان جاهزية العاملين ومعرفتهم الكاملة بكيفية التعامل مع هذه الأنظمة.

وانتقل رئيس قسم التعدين تحت سطح الأرض للحديث عن الدورة التعدينية داخل المنجم، مشيرًا إلى أنها تتشابه في مراحلها الأساسية مع التعدين السطحي، حيث تبدأ بعمليات الحفر والتفجير، ثم نقل الخامات. فإذا كانت الخامة ذات محتوى اقتصادي، يتم توجيهها إلى الكسارات لاستكمال مراحل المعالجة، أما الصخور غير الاقتصادية فيتم نقلها إلى مناطق الإردام.

وأوضح رسلان أن أحد الفروق الجوهرية في التعدين تحت الأرض يتمثل في أنظمة تدعيم الأرض (Ground Support)، التي تضمن استقرار الأنفاق على أعماق كبيرة دون حدوث انهيارات، مؤكدًا أن المنجم يعتمد على نظام جيوميكانيكي متكامل (Geotechnical System) يقوم بتحليل الإجهادات الواقعة على الصخور المحيطة بالأنفاق، ومن ثم تحديد نوع التدعيم المناسب لكل منطقة.

وأشار إلى أن التدعيم قد يشمل استخدام الخرسانة المقذوفة المسلحة بالألياف (Fiber Reinforced Shotcrete)، والتي تستخدم كدعم سطحي لتثبيت جدران وأسقف الأنفاق، بالإضافة إلى استخدام المسامير الصخرية (Rock Bolts)، التي تمثل أحد أنواع التدعيم الديناميكي، حيث تعمل على ربط الكتل الصخرية معًا وتحويلها إلى كتلة مستقرة واحدة.

وأضاف أن المنجم يستخدم أيضًا الشبكات المعدنية (Wire Mesh) في بعض المناطق كجزء من التدعيم السطحي، إلى جانب كابلات التدعيم (Cable Bolts) في المناطق التي تتطلب قدرة تحمل أعلى، موضحًا أن اختيار نوع التدعيم يتم بناءً على طبيعة الصخور ومستوى الاستقرار المطلوب في كل منطقة.

واختتم المهندس محمود رسلان تصريحاته بالتأكيد على أن تطبيق هذه الأنظمة المتقدمة في التدعيم والسلامة يعكس التزام منجم السكري بأعلى المعايير العالمية في مجال التعدين تحت سطح الأرض، ويضمن استمرارية العمل بأعلى مستويات الأمان والكفاءة.

جاء ذلك خلال جولة «الوفد» داخل منجم السكري للوقوف على آخر الأعمال والتطورات هناك بدعوة من المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية.