رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

قمة المرأة المصرية تسلط الضوء على بناء الذات وهندسة الحياة المهنية في عالم الفرص والتحديات

بوابة الوفد الإلكترونية

في جلسة "كود الحياة المهنية.. رواد الأعمال يتحدثون"، تسلط قمة المرأة المصرية في نسختها الرابعة التي  انطلقت صباح السبت برعاية من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الضوء على بناء الذات وهندسة الحياة المهنية منذ البداية، ليس كرفاهية بل كضرورة في عالم مليء بالفرص والتحديات.


وتناولت الجلسة تجارب عدد من رواد الأعمال والمؤسسين الناجحين الذين شاركوا رحلتهم في مواجهة التحديات وتطوير الذات، وكيفية التخلص من العادات السلبية، وتعزيز الشجاعة والإرادة، واستغلال الفرص المتاحة بأفضل طريقة ممكنة، وتحدث خلالها كل من السيدة أهلة الصبّان، الشريكة المؤسسة ونائبة رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة Exits MENA، والدكتورة خديجة البدويهي، الرئيس التنفيذي لمعامل العلوم الافتراضية ومؤسسة شركة براكسيلابس، والسيدة تاب أحمد، الحائزة على وسام الإمبراطورية البريطانية ومؤسسة EmployAbility، إضافة إلى السيد أحمد دويدار، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للتكنولوجيا لشركة خزنلي، والسيد عمر البربري، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OBM Education، والسيد محمد موسى، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة دكيلو، وأدارها المهندس أحمد صالح، مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال والتنافسية في جامعة النيل، لتقديم إطار تفاعلي يمزج بين الخبرة العملية والإلهام الشخصي.

في البداية سرد أحمد دويدار، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة «خزنلي»، كواليس انتقاله من العمل الاستشاري داخل شركة IBM العالمية إلى عالم ريادة الأعمال خلال ذروة جائحة كورونا. وأوضح أن قراره بترك المسار الوظيفي الآمن لم يكن اندفاعًا، بل قراءة مبكرة لتحولات التجارة الإلكترونية، في وقت انهارت فيه سلاسل الإمداد التقليدية. 

وأشار دويدار إلى أن فكرة «خزنلي» نشأت لسد فجوة حقيقية في السوق، عبر تقديم نموذج «اللوجستيات كخدمة»، بما يتيح للتجار التركيز على البيع، بينما تتولى الشركة التخزين والتغليف والتوصيل والتحصيل. كما استعرض تجربة التمويل الذاتي ورفض عروض استثمارية مبكرة حفاظًا على السيطرة والملكية الفكرية، وهو ما منح الشركة لاحقًا قدرة تفاوضية قوية مكّنتها من التوسع إقليميًا، خاصة في السوق السعودية.

فتحت تاب أحمد، الحائزة على وسام الإمبراطورية البريطانية ومؤسسة  EmployAbility، ملفًا حساسًا يتعلق بإهدار المواهب من ذوي التباين العصبي، مؤكدة أن العالم يخسر شريحة واسعة من العقول القادرة على الابتكار بسبب أنماط توظيف تقليدية لا تعترف بالاختلاف.

وأوضحت أن التوحد وفرط الحركة وعسر القراءة لا تمثل عجزًا، بل أنماط تفكير مختلفة تمنح أصحابها قدرات استثنائية في مجالات STEM ، وأشارت إلى أن تعاون مؤسستها مع شركات كبرى مثل جوجل وأمازون وجولدمان ساكس جاء انطلاقًا من إدراك هذه المؤسسات للقيمة الاقتصادية للتنوع، وليس بدافع المسؤولية الاجتماعية فقط، داعية إلى إعادة تصميم بيئات العمل بما يسمح لكل عقل أن يعمل بطريقته المثلى.

من جانبها،  قدمت الدكتورة خديجة البدويهي، الرئيس التنفيذي لمعامل العلوم الافتراضية ومؤسسة شركة «براكسيلابس»، تجربة تجمع بين الأكاديميا وريادة الأعمال، مشيرة إلى أن الفجوة في التعليم العملي ليست مشكلة محلية، بل تحدٍ عالمي.

وأوضحت أن ندرة المعامل المجهزة كانت عائقًا رئيسيًا أمام الطلاب، وهو ما دفعها لتطوير نموذج المعامل الافتراضية التي تتيح إجراء تجارب علمية متقدمة عبر المحاكاة التفاعلية. وكشفت أن قرارها بترك التدريس الجامعي التقليدي جاء بدافع توسيع نطاق التأثير، حيث وصلت منصتها خلال عامين فقط إلى طلاب في أكثر من 150 دولة، مؤكدة أن التكنولوجيا قادرة على جعل المعرفة حقًا متاحًا للجميع.

فيما تحدث عمر البربري، الشريك المؤسس لشركة OBM Education، عن تجربته في ردم الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، عبر تطبيق «طالب سوبر آب» الذي يخدم حاليًا نحو نصف مليون مستخدم.

وأوضح أن نجاح المنصة يعتمد على فهم طبيعة الجيل  Z، الذي يفضل المحتوى المكثف والسريع، ما دفع الشركة لتقديم دورات قصيرة وإرشاد مهني عملي يساعد الطلاب على اختيار مساراتهم التعليمية والمهنية بوعي.

واستعرض البربري تجربة توسع الشركة في السعودية، مؤكدًا أن الهدف هو تخريج طلاب يمتلكون أدوات تشغيل أنفسهم بدل انتظار سوق العمل.

واختتم محمد موسى، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة DKILO، الجلسة بتجربة تثبت أن الابتكار قد يكون في إعادة توظيف الموارد القائمة، واستعرض فكرته القائمة على تحويل السيارات إلى منصات إعلانية متنقلة، بما يحقق فائدة مزدوجة للشركات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب السيارات.

وأكد موسى أن تطوير الفكرة إلى منصة تكنولوجية لم يكن سهلًا، لكن الاستمرارية والتطوير ضمنا البقاء والنمو، كاشفًا عن خطط للتوسع في السعودية والإمارات، حيث يرى أن الأسواق الإقليمية باتت أكثر استعدادًا لتبني حلول إعلانية ذكية تحقق قيمة حقيقية مقابل التكلفة.

وانطلقت اليوم فعاليات قمة المرأة المصرية، النسخة الرابعة تحت عنوان «تمكين الشباب في مجالات :STEM المستقبل يحدث الآن»، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بمشاركة رفيعة المستوى ضمت وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمالية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والعمل، على مدار يومين، إلى جانب سفراء، ورؤساء مؤسسات دولية، ورؤساء 28 جامعة مصرية وأجنبية.

وشهدت القمة حضورًا واسعًا تجاوز 6 آلاف مشارك من الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع السياسات، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والسفراء، وقيادات المؤسسات العامة والخاصة، وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات، وقيادات نسائية من مصر والدول العربية والأفريقية، فضلًا عن وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، في خطوة تستهدف تأسيس أول جسر عملي يربط بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والجهات الدولية، لتمكين الشباب والمرأة من استشراف وظائف المستقبل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.

وتنعقد القمة، التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وبمشاركة فاعلة من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بمقر جامعة النيل الأهلية على مدار يومين، وسط تركيز خاص على التحولات الجذرية التي تشهدها سوق العمل عالميًا، في ظل التسارع غير المسبوق للتطور التكنولوجي وتغير أنماط الإنتاج، بما أعاد صياغة معايير النجاح لتتجاوز التحصيل الأكاديمي إلى امتلاك المهارات التطبيقية والقدرة على التفكير النقدي والتكيف مع المتغيرات.