كلب ضال يقتل شرطيا بوجدة ويشعل غضبا واسعا بالمغرب
أعلنت مصادر أمنية في دولة المغرب عن وفاة شاب يعمل بجهاز الشرطة بمدينة وجدة عقب تعرضه لإصابات بالغة في حادث سير وصف بالمروع، بعدما باغته كلب ضال أثناء عودته من نوبة عمله، لتبدأ بعدها رحلة إسعاف انتهت بوفاته متأثرا بجراحه داخل قسم العناية المركزة بعد ثلاثة أيام كاملة من محاولات الإنقاذ الفاشلة.
تفاصيل الواقعة
وكشفت المعلومات الأولية التي حصلت عليها الجريدة من شهود عيان أن الحادث وقع بحي لازاري في ساعة متأخرة، بينما كان الشرطي يقود دراجته النارية عبر أحد الشوارع التي يكثر فيها انتشار الحيوانات الضالة، ليتفاجأ بكلب يقطع مسار الطريق بشكل مفاجئ، وهو ما تسبب في انحراف الدراجة وارتطامها بالرصيف ثم سقوط الضحية على الأرض بعنف شديد.
وأوضحت المصادر الطبية أن المصاب وصل إلى المستشفى في حالة حرجة للغاية، إذ تعرض لنزيف داخلي وإصابة بليغة في الرأس، ما استدعى إدخاله فورا إلى غرفة الإنعاش ووضعه تحت مراقبة طبية مكثفة، غير أن حالته لم تستجب للعلاج وتعقدت بشكل متسارع إلى أن فارق الحياة صباح اليوم متأثرا بمضاعفات الإصابة.
وطالب أهالي حي لازاري ومعهم عدد واسع من أهالي وجدة بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات في هذه الواقعة المؤلمة، معتبرين أن تراخي الجهات المسؤولة عن محاربة ظاهرة الكلاب الضالة ساهم في تزايد المخاطر على حياة المواطنين، وأن استمرار انتشارها بالشكل الحالي ينذر بحوادث مماثلة قد تطال المارة والسكان، خصوصا خلال فترات الليل.
وحث الأهالي الجماعة المحلية على اتخاذ إجراءات ملموسة وسريعة لمعالجة المشكلة، سواء عبر تنظيم حملات للحد من انتشار الكلاب المهملة، أو بتعزيز الإنارة في الشوارع التي تشهد مرورا متكررا لهذه الحيوانات، مشددين على ضرورة توفير بيئة حضرية آمنة تحترم حياة الإنسان وتقلل من المخاطر المرتبطة بالحيوانات السائبة.
وأكد عدد من الأهالي أن الحادث كشف عن إهمال واضح في متابعة ملف الكلاب المنتشرة بالمدينة، داعين إلى إطلاق برامج بيطرية للسيطرة على أعدادها وتحصينها، وعدم ترك المواطنين عرضة لحوادث قاتلة تتكرر بين الحين والآخر دون تحرك جاد من الجهات المختصة أو تنسيق بين المصالح المعنية.
وختم الأهالي مطالبهم بمحاسبة المسؤولين عن تدهور الوضع، مشيرين إلى أن وفاة الشرطي ليست مجرد حادث عابر، بل جرس إنذار لضرورة معالجة هذا الملف المقلق حماية لأرواح المواطنين ووقاية لهم من أخطار تتربص بهم في شوارع يفترض أن تكون آمنة للجميع.