"آليات مواجهة التحرش ضد الأطفال".. حلقة نقاشية بمجمع إعلام قنا
نظم مجمع إعلام قنا، حلقة نقاشية بعنوان "آليات التعامل لمواجهة التحرش ضد الأطفال"ضمن فعاليات الحملة الإعلامية لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، تحت شعار"حمايتهم واجبنا" لنشر الوعي بالطفولة الآمنة وحماية النشء من مخاطر الاستغلال والتحرش.
أقيمت فعاليات الحلقة بقاعة مجمع إعلام قنا، بحضور نخبة من القيادات التنفيذية والشعبية، وبمشاركة ممثلين عن المؤسسات الحكومية بمحافظة قنا، وأدارتها سهير السيدعبدالرازق، مسئول البرامج بالمجمع .
تضمنت الحلقة النقاشية، عرض عدة توصيات من قبل المشاركين، أبرزها تشديد العقوبة علي مرتكبي هذه الأفعال، وضرورة تكاتف أجهزة الدولة ومؤسساتها للحد من هذه الظاهرة، وتجريم عمالة الأطفال كأحد أسباب انتشار هذه الظاهرة، بجانب تفريغ طاقات الشباب في الألعاب الجماعية والمشاركة في الأعمال الفنية والمسرحية، إخضاع المتحرش لعلاج نفسى بالمحافظة النفسية، معالجة ظاهرة التحرش بالفن.
وأشار الإعلامى، يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، إلى أن ظاهرة التحرش بالأطفال تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، ما يستدعى أن يكون هناك تعاون حقيقى بين كافة المؤسسات لإيجاد علاج حقيقى للحد من هذه الظاهرة التى بدأت تشكل قلق كبير لكافة فئات المجتمع، لافتاً إلى أن الحلقة النقاشية تأتى ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلى لنشر الوعى بالطفولة الآمنة تحت شعار"حمايتهم واجبنا"، برئاسة الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وبإشراف الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة.
وأوضح الدكتور حمزة عبد المطلب عارف، دكتوراه في علم الاجتماع الجنائى، بأنه في السنوات الأخيرة بدأت بعض الظواهر الاجتماعية الحساسة تفرض نفسها على الواقع بصمت، خاصة في البيئات التي تقوم في أصلها على منظومة قوية من القيم والعادات الراسخة مثل صعيد مصر، فهذه الممارسات تعد غريبة عن ثقافة المجتمع الصعيدي ولم تكن متداولة أو مطروحة بهذا الشكل فيما مضى ورغم ذلك، تشير بيانات حديثة إلى وجودها بشكل مقلق، إلا أن حجم البلاغات ما زال منخفضاً ليس بسبب عدم وقوعها بل نتيجة الخوف من العار والوصمة الاجتماعية والفضيحة التي تدفع كثيراً من الأسر إلى الصمت.
وأوضح عارف، بأنه في دراسة "التحرش الجنسي بالأطفال: دراسة حالة وتحليل أبعاده الإجتماعية والثقافية" يري جميع أفراد العينة أن هناك علاقة بين المخدرات وانتشار الاعتداء الجنسي على الأطفال فكلما زادت نسبة انتشار المخدرات كلما زادت نسب التحرش الجنسي ضد الأطفال وذلك بنسبة 99%، وأن نسبة 44% من أفراد العينة يعرفون أطفالاً تعرضوا للتحرش الجنسي.
وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة أشار عارف، إلى أن إنتشار هذه الظاهرة يأتى من عدة جوانب، منها جوانب ثقافية واجتماعيه كانهيار القيم الأخلاقية، الأسر المفككة أو غياب أحد الوالدين، أساليب التربية القاسية أو التفريق بين الأبناء، تأثير جماعة الأصدقاء السلبية ورفقاء السوء، وغياب القدوة، ومن الأسباب الاقتصادية تأتي البطالة والضغط الاقتصادي، وعمالة الأطفال كأحد أسباب انتشار هذه الظاهرة.
وقال الدكتور أحمد أبو الوفا، مدير عام إدارة الدعوة بأوقاف قنا، إن قضية التحرش بالأطفال هي قضية أخلاقية في المقام الأول، فهي جريمة يستغل فيها عدم إدارك الطفل بما يحدث وعدم وعيه بكيفية التعامل لوقف هذا الاعتداء، وهو ما دفع الازهر الشريف، للمطالبة بتوقيع أقصى العقوبة علي الجاني وعدم اعتبارها قضية تحرش بل اعتبارها قضية هتك عرض للطفل.
وأضافت المهندسة إيمان محمد على، المقرر المناوب للمجلس القومي للمرأة بقنا، بأن للمجلس القومي للمرأة دور كبير في نشر ورفع وعي المرأة القنائية بجميع قضايا المجتمع، وذلك من خلال عدة برامج منها برنامج تنمية الأسرة وتقديم المشورة للمقبلات علي الزواج، وبرنامج تنشئة الأسرة المتوازنة من خلال دورات تدريبية للأمهات الشابات حول "التربية الصحيحة" ورفض العادات السلبية.
وأوضحت سلوي شمروخ، مدير عام المجلس القومي للسكان فرع قنا، بأن عدم استقرار الزواج وارتفاع نسب الطلاق وخاصة في السنة الأولى من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة، ويأتي ذلك من عدم وعي الوالدين بكيفية تكوين الأسرة وتحمل مسؤلية وأعباء الزواج هي من أسباب ارتفاع نسب الطلاق.
وأضافت ايريني سمير غطاس، مدير عام إدارة التنمية المستدامة بمديرية التربية والتعليم بقنا، بأنه يجب توعية الأطفال من المنزل قبل دخول مراحل التعليم المختلفة، وأنه علي الرغم من كثافة أعداد الطلاب وعجز بالمدرسين ببعض المدارس، إلا أن المدارس بها دائما ندوات توعية عن كيفية التعامل مع حالات التحرش وبها إشراف دائم وخاصة أوقات تجمع الطلبة وقت الراحة "الفسحة" أو قبل ونهاية اليوم الدراسى.
وأكدت ماجده صالح شرقاوي، نائب مدير مجمع إعلام قنا، بأنه يجب رفع الوعى المجتمعى من خلال حملات إعلامية موسعة من خلال الإذاعة والتلفزيون واللقاءات المباشرة فى القرى والنجوع للحد من انتشار هذه الظاهرة.

