رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الأزهر.. 10 دروس تربوية وروحية من رسالة "أيها الولد" لأبوحامد الغزالي

بوابة الوفد الإلكترونية

أعاد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى الواجهة ذكرى مفكّرٍ من أعلام الفكر الإسلامي — الإمام الغزالي — من خلال تذكير المسلمين برسالة “أيها الولد” أو “أيها الولد المحبّ”، التي كتبها الإمام لتلميذه، حاملاً بين طياتها إرشادات جليلة حول طلب العلم، تزكية النفس، وربط المعرفة بالعمل.

 الرسالة — كما يرى المركز — ليست فقط موجهة لتلميذ من زمان، بل تحمل روحًا وربّانيًا ما تزال نوافذها مشرعة لكل مسلم يرنو إلى إصلاح ذاته، وهداية قلبه، وتصحيح مساره.

 

10 نقاط من “أيها الولد”.. منارة لتربية الروح والعلم

استعرض المركز 10 دروس محورية من رسالة الغزالي — كلٌّ منها انعكاس لصياغة متزنة بين العلم والسلوك، بين الفهم والعمل، وبين المعرفة والاخلاق:

  1. الحرص على حسن التلقي والسؤال: أن يسأل التلميذ شيخه عمّا يُعينه على الخير، ويستمد دعاءه، لا يكتفي بالعلم الصامت.
  2. تمييز بين ما يُكتسب بالتعلم وما يُنال بالمجاهدة: بعض العلوم تُدرك بالاجتهاد والذوق، وليس بالتلقين فقط.
  3. ربط العلم بالعمل: العلم بلا تطبيق كجسد بلا روح — لا يُثمر ما لم يتبعه عمل.
  4. تطهير النيّة وتحري الحلال: أن يكون العلم مقترنًا بنية خالصة، وقلب نظيف، وعدم استخدامه مِطِيّةً لزخارف الدنيا.
  5. تحذير من التشتت والانشغال بما لا يفيد: الشغل بما لا يعني الإنسان دليل ضعف التوفيق.
  6. الإخلاص وعلو الهمة في طلب العلم: أن يكون الدافع هو التقرب إلى الله ونفع الأمة لا الرغبة في الشهرة أو التكسب.
  7. العبادة كمنهاج حياة ـ الصلاة، قيام الليل، الاستغفار، وانتهاز أوقات البركة.
  8. أركان السالك الصالح: عقيدة صحيحة، توبة نصوح، تسوية الحقوق مع الناس، وتحصيل علم الشرع.
  9. أهمية الشيخ المربّي: مربٍّ على بصيرة، متصف بالعلم والصلاح، بعيد عن الدنيا، يستقيم على طاعة الله، ويزكّي النفس.
  10. فهم التصوّف الحقيقي: ليس مظاهر خارجيّة أو طقوساً عشوائية، بل الاستقامة، وحُسن الخلق، والتوكّل والإخلاص، مع التحذير من الرياء والجهل.

هذه الدروس تشكل — بحسب المركز — خارطة متكاملة لطريق المؤمن إلى العلم النافع، والتزكية الحقيقية، بعيدًا عن التكلّف أو المظاهر الزائفة.

 

لماذا الآن؟.. الرسالة تكتسب بعدًا معاصرًا في زمن الفتن والانشغال

الرسالة تأتي في سياق معاصر يتسم بـ:

طوفان للمعلومات غير المصفّاة عبر الإنترنت ومواقع التواصل،

إغراءات مادية وزخرفات دنياوية قد تحرف بقارئ العلم عن مقصد الشرع،

تفريق بين العلم الحسّي والعمل الروحي، بحيث يصبح العلم مجرد معرفة نظرية لا تغيّر واقع الإنسان.

في هذا المناخ، تبدو دعوة الغزالي إلى علم يستنير به القلب ويُثمر أعمالًا صالحة أكثر من ضرورة — ليست فقط للإصلاح الفردي، بل لحماية المجتمع من التطرف والابتذال والانفلات الخلقي. المركز من خلال هذا التذكير يدعو المسلم المعاصر ليمحص نياته، يعيد ترتيب أولوياته، ويخاطب عقله وروحه لكي يكون العلم طريقًا للتهذيب، لا وسيلة للادّعاء أو التفاخر.

 

مشروع الأزهر للترسيخ العقلي والروحي

من خلال نشر دروس من رسالة “أيها الولد”، يسعى الأزهر — عبر مركزه للفتوى — إلى:

إعادة إشعاع الفكر الوسطي المعتدل الذي يوازن بين نقاء العقيدة، وجدية الفهم، وروحانية السلوك.

تقديم مراجع شرعية ومعرفية موثوقة للمسلمين في أنحاء الأرض، بعيدًا عن الغلو أو التبسيط المخلّ.

بناء جيل واعٍ يمتلك وعيًا منهجيًا وفكريًا يمكنه أن يميّز بين الحق والباطل، ويواجه دعاوى التشدد أو التسيب بالعلم والحكمة.