رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فخريات

لقد استوقفتنى كلمة الزمخشرى فى كتابه نوابغ الكلم حين قال:

(اللئيمُ مَلُومٌ فى كلِّ لسان، والكريمُ مُكرَّمٌ فى كلِّ مكان).

وما أجملها من حكمة يعضدُها القرآن الكريم فى قوله تعالى:

«قُلْ لَا يَسْتَوِى الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ»؛ فلا يستقيم أن يُسوّى بين الغثّ والسمين، ولا أن يتشابه الطيب مع الخبيث، كما لا يمكن للكريم أن يجد نفسه يومًا فى صفِّ اللئيم أبدًا، فالفطرة تأبى، والقلوب ترفض، وميزان الله (جل جلاله) لا يُجامل.

وهكذا يشهد الواقع — يا صديقى العزيز — أن الناس رجلان:

(١) رجلٌ بَر كريم

تهديه فطرته إلى الكلمة الحسنة التى أمر الله بها: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، فتجده محبوبًا مُعانًا أينما سار، متحققًا بقول الله تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»؛ فالكرامة عند الله تُنال بالتقوى وسموّ الأخلاق.

(٢) ورجلٌ فاجر لئيم

يتقلّب فى أوصافٍ فضحها القرآن الكريم، منها:

«وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ • هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ»، فمن لَبِسَ هذه الصفات لزمه المذمّة، وانحدرت منزلته فى قلوب الخلق قبل أن تُسقطه عند الخالق جل جلاله.

وقد بيّن النبى صلى الله عليه وسلم هذا التفاوت بقول جامع مانع: «إن الله كريم يحب الكرم»، وقال صلى الله عليه وسلم: « إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا».

فالكريم يرقى بخلقه حتى يبلغ منزلة الصائم القائم، كما ورد فى الحديث : «إنَّ العبدَ ليُدركُ بحُسنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائم».

أمّا اللئيم فَبِخِسَّةِ طبعه قريبٌ من صفات المنافقين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «وإذا خاصم فجر»، وهو أوضح دلائل اللؤم وسقوط المروءة.

ولهذا كان السلف يُجِلّون الكرم وأهله:

فهذا ابن عباس (رضى الله عنهما) يقول: (إنى لأستحى أن أرى كريمًا فقيرًا).

وهذا الحسن البصرى (رحمه الله) يُشتم فيقول: (هى صحيفتك، فاملأها بما شئت)، وهو تطبيقٌ بديع لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «يس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب».

فاختر لنفسك — يا صديقى العزيز — طريقك:

إمّا طريق البر والكرم، تُمدَح فيه وتُعان.

وإمّا طريق اللؤم والفجور، تُذمّ فيه وتُهان.

ونسأل الله — كما علّمنا نبيه صلى الله عليه وسلم — أن يهدينا لأحسن الأخلاق،

لا يهدى لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها، لا يصرفه إلا هو.

رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن بالاوقاف