رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

فى مكالمة مسربة

«ويتكوف» يلقّن الكرملين مفاتيح إقناع «ترامب» بخطة سلام لصالح موسكو

بوابة الوفد الإلكترونية

أفاد تقرير صحفى أمريكى أن ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب قدّم لروسيا توجيهات مباشرة حول كيفية عرض خطة سلام فى أوكرانيا على الرئيس الأمريكى وذلك استنادا إلى مكالمة هاتفية مسربة كشفت عن تفاصيل غير مسبوقة حول دور المبعوث الأمريكى وعلاقته الوثيقة بالكرملين. وتوضح التسريبات أصل مسودة الخطة المكونة من ثمانية وعشرين بندا التى أعدها ويتكوف مع مفاوضين روس وأثارت موجة من الغضب فى كييف وفى عدة عواصم أوروبية بسبب ما اعتبر مواقف شديدة الانحياز لموسكو.

وفى الرابع عشر من أكتوبر وبعد نجاح ويتكوف فى تأمين وقف لإطلاق النار فى غزة تحدث المبعوث الأمريكى عن احترامه العميق للرئيس الروسى فلاديمير بوتن وقدم ليورى اوشاكوف كبير مساعدى بوتن للسياسة الخارجية نصائح حول كيفية مجاملة ترامب والتقرب منه لضمان موافقته على الخطوط العامة للخطة. وبحسب نص راجعته ونشرته بلومبرغ قال ويتكوف لاوشاكوف إنه سبق أن وضع خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة من أجل السلام وإنه يفكر فى اتباع الأسلوب نفسه مع روسيا.

واجه ويتكوف وهو مطور عقارى سابق تحول إلى مبعوث شخصى لترامب انتقادات واسعة بسبب ضعف خبرته الدبلوماسية وصلاته الوثيقة بروسيا واتُهم مرارا بترديد الرواية الروسية خلال العام الماضى مع تعاطف واضح مع مطالب موسكو التفاوضية. وتقدم المكالمة صورة جلية عن آليات التواصل بينه وبين الدائرة المقربة من بوتن إضافة إلى أساليبه التفاوضية التى أفرزت خطة السلام المثيرة للجدل والتى تضغط واشنطن حاليا على كييف للتعامل معها كأساس لتفاهمات المرحلة المقبلة.

وتظهر مكالمة مسربة ثانية بين اوشاكوف ومسئول رفيع آخر فى الكرملين أن روسيا شاركت بفاعلية فى صياغة أجزاء كبيرة من المقترح وهو ما نفاه البيت الأبيض مرارا. وكشفت الوثائق أن توجيهات ويتكوف تضمنت السعى لترتيب اتصال بين ترامب وبوتن قبل يوم واحد من زيارة الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى إلى البيت الأبيض وهو اتصال تمكن فيه بوتن من إقناع الرئيس الأمريكى بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك.

وخلال المكالمة قال ويتكوف إنه ينوى اتخاذ القرار ثم يطلب من الجانب الروسى تهنئة ترامب على الإنجاز ودعمه والتأكيد على احترامه بوصفه رجلا يسعى للسلام. وكانت مكانة ترامب فى تلك اللحظة قوية بعد حصوله على إشادة واسعة لدوره فى إنهاء الحرب فى غزة وإطلاق سراح آخر رهائن حماس وإلقاء خطاب فى الكنيست الإسرائيلى قبل يوم واحد.

ورد اوشاكوف بأن هذه النقطة يمكن مناقشتها بين الزعيمين مضيفا أن بوتن سيشيد بترامب باعتباره رجل سلام حقيقيا. وأوضح ويتكوف أنه أبلغ الرئيس الأمريكى وهو صديق قديم له منذ أيام عملهما فى العقارات فى نيويورك بأن روسيا كانت دائما ترغب فى اتفاق سلام. ثم اقترح على أوكرانيا التخلى عن منطقة دونيتسك الشرقية المحتلة جزئيا وهى مطالبة روسية قديمة إضافة إلى احتمال تبادل أراض فى منطقة ما.

وفى تلك الفترة كان ترامب يشعر باستياء متزايد من رفض بوتن الدخول فى مفاوضات جادة. ومع ذلك أدى الاتصال الذى استمر ساعتين ونصف الساعة والذى بادر إليه ويتكوف إلى عودة قدر من الدفء فى العلاقات بين ترامب وبوتن. وأعلن الرئيس الأمريكى لاحقا عن خطط للقاء بوتن فى بودابست وإن لم يتحقق اللقاء فى النهاية.

وقبل محادثته مع بوتن كان ترامب يدرس تزويد كييف بصواريخ توماهوك وهى صواريخ كروز بعيدة المدى كان من الممكن نظريا أن تمكّن أوكرانيا من استهداف موسكو. لكنه أوضح لاحقا أن بوتن لم يعجبه هذا الخيار وعندما التقى زيلينسكى فى اليوم التالى رفض طلبه بالحصول على هذه الأسلحة.

وقال ترامب للصحفيين إنه لم يستمع إلى التسجيل، لكنه وصف ما ظهر فيه بأنه شكل قياسى من اشكال التفاوض مؤكدا أن ويتكوف يجب أن يبيع الفكرة لكل من أوكرانيا وروسيا وهذا ما يفعله صانع الصفقات على حد تعبيره. 

وتشير نصوص بلومبرج أيضا إلى محادثة بين اوشاكوف وكيريل دميترييف أحد المقربين من بوتن تحدث فيها اوشاكوف عن ضرورة المطالبة بالحد الأقصى بينما قال دميترييف إنه حتى لو رفضت الولايات المتحدة بعض البنود فإن المقترح سيظل الأقرب إلى المطالب الروسية. وأوضح أنه سيمرر الأمر بشكل غير رسمى مع الإيحاء بأن الجانب الأمريكى هو من صاغه لكنه لا يتوقع أن تقبل واشنطن النسخة الروسية كاملة بل نسخة قريبة منها قدر الإمكان. ثم اقترح الحديث لاحقا مع ستيف فى إشارة مباشرة إلى ويتكوف.

وُصفت الخطة المكونة من ثمانية وعشرين بندا على نطاق واسع بأنها قائمة رغبات للكرملين لأنها تمنح موسكو السيطرة على كامل منطقة دونباس وتمنع انضمام أوكرانيا إلى الناتو وتفرض تقليصا كبيرا فى حجم الجيش الأوكرانى. وتشير تقارير متعددة إلى أن الخطة صيغت بواسطة ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترامب مع دميترييف بعد مفاوضات عدة أيام فى ميامى دون أى مساهمة من الجانب الأوكرانى.