ختام ورشة العمل الإقليمية بالقاهرة لتعزيز نظم بيانات الهجرة في شمال أفريقيا
اختتم المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالشراكة مع جامعة الدول العربية، اليوم فعاليات ورشة العمل دون الإقليمية حول تعزيز نظم بيانات الهجرة في شمال أفريقيا، والتي امتدت على مدار ثلاثة أيام من جلسات العمل والنقاشات المتخصصة بمشاركة ممثلين حكوميين وإقليميين من دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان.
وجاءت الورشة، التي نُظمت بدعم من وزارة الخارجية الدنماركية ضمن مشروع "تغير المناخ والهجرة"، بهدف تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية على جمع وتحليل واستخدام بيانات موثوقة حول الهجرة، بما يتماشى مع المعايير الدولية والأولويات المشتركة في المنطقة.
وخلال الختام، أكد جاستن مكدرموت، نائب المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، أن شمال أفريقيا تمر بلحظة مفصلية تستدعي الاعتماد على بيانات دقيقة ومتكاملة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال التنقل، مشددًا على أن تطوير نظم البيانات يُعد عنصرًا أساسيًا للحوكمة الرشيدة والاستقرار الإقليمي.
وفي السياق نفسه، قال عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة بالشرق الأوسط: “إن تعزيز نظم بيانات الهجرة في منطقتنا لم يعد خيارًا، بل ضرورة لمواجهة التحديات المتسارعة المرتبطة بالحراك البشري وتغير المناخ”.
وتابع: " ما شهدناه خلال الأيام الثلاثة من تعاون وتبادل للخبرات بين الدول المشاركة يؤكد استعداد المنطقة لبناء منظومات بيانات أكثر قوة ومرونة، تدعم صناع القرار وتخدم المجتمعات على حد سواء".
وخلال أيام الورشة الثلاثة، ناقش المشاركون فجوات البيانات الحالية، وطوروا خطط عمل وطنية، وصاغوا خارطة طريق دون إقليمية لدعم التحسينات طويلة المدى في حوكمة بيانات الهجرة، إلى جانب توثيق الدروس المستفادة وأفضل الممارسات على المستوى الإقليمي.
وفي مداخلتها، شددت الدكتورة عبير نصر، مديرة إدارة الإحصاء بجامعة الدول العربية، على أهمية بناء سياسات قائمة على الأدلة في ظل تعقّد قضايا الهجرة في المنطقة، مؤكدة أن تحسين البيانات يُمثل ركيزة أساسية لحماية الأفراد ودعم مسارات التنمية والاستقرار.
كما أكدت السفيرة نميرة نجم، مديرة المرصد الإفريقي للهجرة، أن الورشة تُعد انطلاقة قوية لتفعيل التعاون الثلاثي بين المرصد والمنظمة الدولية للهجرة وجامعة الدول العربية، بهدف تحسين جودة بيانات الهجرة في قارة تشهد ديناميات متسارعة ومتشابكة، مشيرة إلى أن توحيد الجهود كفيل بتحقيق نتائج أكثر فاعلية على المدى الطويل.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز حوكمة الهجرة الفعّالة في شمال أفريقيا، ودعم الدول في بناء نظم بيانات منسّقة وقادرة على الصمود، بما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية ومواءمة سياساتها مع أهداف التنمية المستدامة وأحكام الاتفاق العالمي للهجرة.
