رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

وسط لقاء مرتقب بين زيلنسكى وترامب

أبوظبى تفتح نافذة جديدة للسلام.. بينما تتساقط الصواريخ على كييف

بوابة الوفد الإلكترونية

تتحرك إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسرعة لفتح قناة تفاوض سرية مع موسكو بينما تشتعل السماء فوق كييف بالصواريخ والطائرات المسيرة فى واحدة من أعنف الليالى منذ شهور، فيما تكافح أوكرانيا للحصول على ضمانات بأن أى اتفاق سلام لن يُفرض عليها بشروط الكرملين.

أجرى وزير الجيش الأمريكى، دان دريسكول، محادثات غير معلنة مع مسئولين روس فى أبوظبى ضمن حملة دبلوماسية متسارعة تهدف لإنهاء الحرب. وأكد مسؤول أمريكى لرويترز أن اجتماعات إضافية عقدت امس، دون الكشف عن طبيعة الوفد الروسى أو تفاصيل النقاشات. وأوضح أن دريسكول، الذى بات شخصية محورية فى مسار الدبلوماسية الأمريكية، سيجتمع أيضا بمسؤولين أوكرانيين أثناء وجوده فى أبوظبى.

جاء ذلك فيما يعيد المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون تقييم الفجوات حول خطة السلام الأمريكية الأخيرة، فى ظل تحذيرات من أن تُدفع كييف نحو قبول صفقة تُبنى إلى حد بعيد على شروط موسكو. ويأتى هذا القلق وسط تصعيد ميدانى خطير، حيث تعرضت العاصمة كييف لوابل من الصواريخ ومئات الطائرات المسيرة ليلا، وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص على الأقل. احتمى السكان تحت الأرض بملابسهم الشتوية وبعضهم داخل خيام أقيمت خصيصا لمواجهة الليالى القاسية.

شهدت السياسة الأمريكية تجاه الحرب حالة واضحة من التذبذب خلال الأشهر الأخيرة. فقد أثارت القمة المفاجئة بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتن فى ألاسكا خلال أغسطس مخاوف من احتمال قبول واشنطن لمطالب روسية واسعة، إلا أن تلك القمة انتهت إلى ضغوط أمريكية إضافية على موسكو. لكن المفاجأة جاءت الأسبوع الماضى بإعلان خطة سلام أمريكية من 28 نقطة أربكت كييف ومسؤولى واشنطن وأوروبا، وأثارت خشية من أن البيت الأبيض يمهد لإجبار أوكرانيا على قبول اتفاق يميل بقوة إلى صالح روسيا.

تتضمن الخطة مطالب رئيسية رفضتها كييف منذ بداية الحرب، مثل التنازل عن المزيد من الأراضى، وقبول قيود على قدراتها العسكرية، ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى. وترى كييف أن هذه الشروط ليست سوى صيغة للاستسلام. ويأتى ذلك بينما يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكى أضعف موقف سياسى له منذ 2022، بعد فضيحة فساد أفضت إلى إقالة وزيرين بالتزامن مع تقدم روسى على الجبهات.

أعلن زيلينسكى فى خطابه المصور مساء الاثنين أن الخطة الجديدة بعد مناقشات جنيف لم تعد تتضمن 28 نقطة، وأن بعض العناصر الصحيحة تم دمجها فى الإطار الجديد. وأكد أن فريقه قدم تقريرا حول مسودة خطوات جديدة يراها مقاربة صحيحة، مشيرا إلى أن القضايا الأكثر حساسية سيناقشها مباشرة مع ترامب، ومضيفا أن صياغة الوثيقة النهائية ستكون عملية شديدة التعقيد. فى المقابل، قال الكرملين إنه لا يعلق حاليا على اجتماع أبوظبى، لكنه اعتبر المشروع الأمريكى أساسا محتملا للمفاوضات.

وفى أوروبا، تصاعد الجدل حول ما إذا كانت واشنطن تدفع باتجاه صفقة غير متوازنة. أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن خطة السلام الأمريكية تمثل مبادرة تسير فى اتجاه إنهاء الحرب، لكنه شدد على أن بعض بنودها تحتاج إلى نقاش وتفاوض وتحسين. وقال إن الأوروبيين يريدون السلام لكنهم لن يقبلوا سلاما على شكل استسلام. وأضاف أن الأوكرانيين وحدهم هم من يقررون التنازلات الإقليمية، مؤكدا أن ما يطرحه الأمريكيون يمنح مؤشرا على ما يقبله الروس، لكن ذلك لا يعنى أنه ما يجب على كييف وأوروبا القبول به. وشدد على رفض أى قيود على حجم الجيش الأوكرانى، مشيرا إلى أن الأصول الروسية المجمدة فى أوروبا هى شأن أوروبى خالص.

فى موازاة ذلك، أعلنت رومانيا أنها أرسلت طائرات مقاتلة لتتبع طائرة مسيرة اخترقت مجالها الجوى بالقرب من الحدود مع أوكرانيا فجر الثلاثاء، وقالت وزارة الدفاع إن إحدى الطائرات المسيرة واصلت التقدم إلى عمق الأراضى الرومانية. يأتى هذا التطور وسط تزايد الانتهاكات الجوية فى دول شرق أوروبا خلال الأشهر الماضية، ما يرفع مستوى التوتر داخل أراضى حلف شمال الأطلسى.

وبينما تتحرك واشنطن وموسكو فى الكواليس، وتشتعل الجبهات فى أوكرانيا، تبدو الأيام المقبلة حاسمة فى تحديد شكل المسار السياسى القادم، وما إذا كانت خطة السلام الأمريكية ستتحول إلى قاعدة للتفاوض أم إلى أزمة جديدة تزيد الضغط على كييف والعواصم الأوروبية.

شوسط لقاء مرتقب بين زيلنسكى وترامب

أبوظبى تفتح نافذة جديدة للسلام.. بينما تتساقط الصواريخ على كييف

كتبت - أمانى زكى:

تتحرك إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسرعة لفتح قناة تفاوض سرية مع موسكو بينما تشتعل السماء فوق كييف بالصواريخ والطائرات المسيرة فى واحدة من أعنف الليالى منذ شهور، فيما تكافح أوكرانيا للحصول على ضمانات بأن أى اتفاق سلام لن يُفرض عليها بشروط الكرملين.

أجرى وزير الجيش الأمريكى، دان دريسكول، محادثات غير معلنة مع مسئولين روس فى أبوظبى ضمن حملة دبلوماسية متسارعة تهدف لإنهاء الحرب. وأكد مسؤول أمريكى لرويترز أن اجتماعات إضافية عقدت امس، دون الكشف عن طبيعة الوفد الروسى أو تفاصيل النقاشات. وأوضح أن دريسكول، الذى بات شخصية محورية فى مسار الدبلوماسية الأمريكية، سيجتمع أيضا بمسؤولين أوكرانيين أثناء وجوده فى أبوظبى.

جاء ذلك فيما يعيد المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون تقييم الفجوات حول خطة السلام الأمريكية الأخيرة، فى ظل تحذيرات من أن تُدفع كييف نحو قبول صفقة تُبنى إلى حد بعيد على شروط موسكو. ويأتى هذا القلق وسط تصعيد ميدانى خطير، حيث تعرضت العاصمة كييف لوابل من الصواريخ ومئات الطائرات المسيرة ليلا، وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص على الأقل. احتمى السكان تحت الأرض بملابسهم الشتوية وبعضهم داخل خيام أقيمت خصيصا لمواجهة الليالى القاسية.

شهدت السياسة الأمريكية تجاه الحرب حالة واضحة من التذبذب خلال الأشهر الأخيرة. فقد أثارت القمة المفاجئة بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتن فى ألاسكا خلال أغسطس مخاوف من احتمال قبول واشنطن لمطالب روسية واسعة، إلا أن تلك القمة انتهت إلى ضغوط أمريكية إضافية على موسكو. لكن المفاجأة جاءت الأسبوع الماضى بإعلان خطة سلام أمريكية من 28 نقطة أربكت كييف ومسؤولى واشنطن وأوروبا، وأثارت خشية من أن البيت الأبيض يمهد لإجبار أوكرانيا على قبول اتفاق يميل بقوة إلى صالح روسيا.

تتضمن الخطة مطالب رئيسية رفضتها كييف منذ بداية الحرب، مثل التنازل عن المزيد من الأراضى، وقبول قيود على قدراتها العسكرية، ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى. وترى كييف أن هذه الشروط ليست سوى صيغة للاستسلام. ويأتى ذلك بينما يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكى أضعف موقف سياسى له منذ 2022، بعد فضيحة فساد أفضت إلى إقالة وزيرين بالتزامن مع تقدم روسى على الجبهات.

أعلن زيلينسكى فى خطابه المصور مساء الاثنين أن الخطة الجديدة بعد مناقشات جنيف لم تعد تتضمن 28 نقطة، وأن بعض العناصر الصحيحة تم دمجها فى الإطار الجديد. وأكد أن فريقه قدم تقريرا حول مسودة خطوات جديدة يراها مقاربة صحيحة، مشيرا إلى أن القضايا الأكثر حساسية سيناقشها مباشرة مع ترامب، ومضيفا أن صياغة الوثيقة النهائية ستكون عملية شديدة التعقيد. فى المقابل، قال الكرملين إنه لا يعلق حاليا على اجتماع أبوظبى، لكنه اعتبر المشروع الأمريكى أساسا محتملا للمفاوضات.

وفى أوروبا، تصاعد الجدل حول ما إذا كانت واشنطن تدفع باتجاه صفقة غير متوازنة. أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن خطة السلام الأمريكية تمثل مبادرة تسير فى اتجاه إنهاء الحرب، لكنه شدد على أن بعض بنودها تحتاج إلى نقاش وتفاوض وتحسين. وقال إن الأوروبيين يريدون السلام لكنهم لن يقبلوا سلاما على شكل استسلام. وأضاف أن الأوكرانيين وحدهم هم من يقررون التنازلات الإقليمية، مؤكدا أن ما يطرحه الأمريكيون يمنح مؤشرا على ما يقبله الروس، لكن ذلك لا يعنى أنه ما يجب على كييف وأوروبا القبول به. وشدد على رفض أى قيود على حجم الجيش الأوكرانى، مشيرا إلى أن الأصول الروسية المجمدة فى أوروبا هى شأن أوروبى خالص.

فى موازاة ذلك، أعلنت رومانيا أنها أرسلت طائرات مقاتلة لتتبع طائرة مسيرة اخترقت مجالها الجوى بالقرب من الحدود مع أوكرانيا فجر الثلاثاء، وقالت وزارة الدفاع إن إحدى الطائرات المسيرة واصلت التقدم إلى عمق الأراضى الرومانية. يأتى هذا التطور وسط تزايد الانتهاكات الجوية فى دول شرق أوروبا خلال الأشهر الماضية، ما يرفع مستوى التوتر داخل أراضى حلف شمال الأطلسى.

وبينما تتحرك واشنطن وموسكو فى الكواليس، وتشتعل الجبهات فى أوكرانيا، تبدو الأيام المقبلة حاسمة فى تحديد شكل المسار السياسى القادم، وما إذا كانت خطة السلام الأمريكية ستتحول إلى قاعدة للتفاوض أم إلى أزمة جديدة تزيد الضغط على كييف والعواصم الأوروبية.