ديشامب… نهاية حقبة ذهبية مع فرنسا قبل وصول زيدان
بينما يتجه الأنظار نحو زين الدين زيدان، فإن ديدييه ديشامب يعيش المرحلة الأخيرة من مسيرته مع منتخب فرنسا، بعد سنوات طويلة ترك خلالها بصمة تاريخية. ديشامب تولى قيادة الديوك في 2012، وخلال 14 عامًا قدّم واحدة من أنجح التجارب في تاريخ المنتخب.
أبرز إنجازاته يبقى الفوز بكأس العالم 2018 في روسيا، حيث نجح في بناء فريق قوي جمع بين الخبرة والسرعة والنجوم الشباب، وتمكن من إعادة فرنسا إلى قمة العالم للمرة الثانية بعد 1998، وهي بطولة صنع فيها زيدان التاريخ كلاعب. كما قاد المنتخب لتحقيق لقب دوري الأمم الأوروبية عام 2021، وبلغ نهائي كأس العالم 2022 في قطر، لكنه خسر أمام الأرجنتين بعد مباراة مثيرة.
خلال فترة قيادته، استقر ديشامب على أسلوب لعب واقعي وفعّال، لكنه تعرض أيضًا لانتقادات تتعلق بعدم استغلاله بعض المواهب بالشكل الأمثل، إضافة إلى تحفظه التكتيكي في بعض المباريات الكبرى. ومع ذلك، لا أحد يمكنه إنكار أن فرنسا تحت قيادته كانت دائمًا ضمن أقوى المنتخبات في العالم.
الاتحاد الفرنسي يدرك أن نهاية هذه الحقبة تحتاج إلى انتقال سلس للقيادة، وهذا ما يفسر احترام زيدان الكامل لحدود ديشامب، ورفضه بدء أي إجراءات رسمية قبل انتهاء مهمته بشكل نهائي. ورغم أن المنتخب مقبل على كأس العالم 2026، فإن الأنظار بدأت تتجه إلى ما بعد البطولة، حيث سيكون قرار اختيار المدير الفني الجديد محطة فاصلة.
جماهير فرنسا تنظر إلى زيدان كامتداد طبيعي للمرحلة المقبلة، رجل يجمع بين التاريخ والهيبة والعقلية الفائزة، لكن وقت الإعلان الرسمي لن يأتي قبل انتهاء مهمة ديشامب، الذي يغادر وهو يحمل سجلًا تاريخيًا سيظل محفورًا في ذاكرة الكرة الفرنسية.