«دولة التلاوة».. رئة جديدة لمعايشة القرآن

فى ظل ما نراه من محتوى الأغلبية فيه فاسد على وسائل التواصل الاجتماعى، ومع تفشى الجرائم الغريبة على مجتمعنا، أخذت تنخر فى منظومة القيم ما يخشى معه على جهود التنمية التى تقوم بها الدولة لبناء إنسان جديد، انطلقت رؤية جديدة تقودها وزارة الأوقاف برعاية العلامة الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، وبالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لإطلاق برنامج «دولة التلاوة» بهدف اكتشاف المواهب الجديدة فى ترتيل القرآن وتجويده، ليفتح رئة جديدة للبرامج الهادفة التى تؤكد ريادة مصر من جديد فى عالم التلاوة عربيًا وإسلاميًا.
هذه المواهب تعيد الحناجر الذهبية فى دولة التلاوة لتستعيد مصر قوتها الناعمة فى المجال الدينى، إضافة إلى الثقافة والأدب والفن والرياضة، فمن أجل نعم الله على مصر أن جعلها حاضنة لكتابه، حتى أصبحت تربة خصبة تجود بالعلماء فى شتى علوم القرآن، إضافة إلى الأصوات الذهبية التى تظهر من حين لآخر فى شتى أنحاء الدنيا تقرأ القرآن وترتله، هذا المشروع الذى أطلقته وزارة الأوقاف يتكامل مع مشروع ثانٍ تم فيه تدشين تطبيق الكترونى لشيوخ المقارئ المصرية حتى تبقى مصر حافظة لكتاب الله.
برنامج «دولة التلاوة» تصدر خلال بث حلقاته الأولى عبر شاشة قناة «الحياة» و(cbc) و«الناس» و«مصر قرآن كريم»، بالإضافة إلى منصة (watch It) محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعى مع بدء الساعات الأولى لبث البرنامج، حيث ظهر المتسابقون بمستوى راق فى الأداء، حتى أظهروا مهارات صوتية متميزة أو من خلال التنظيم الواضح الذى عكس مدى الحرص على إخراج محتوى دينى يليق بجلال القرآن الكريم.
رواد السوشيال ميديا تفاعلوا مع الأصوات الشابة التى شاركت فى البرنامج منذ الحلقة الأولى، فهى تمثل روحًا معاصرة تعزز من حضور فن التلاوة العريق، فى أجواء روحانية تشعر المشاهد بهيبة العلماء وجلال القرآن الكريم.
تتر برنامج «دولة التلاوة» بصوت عميد الإنشاد الدينى بلبل الصعيد الشيخ ياسين التهامى جاء ليضقى حالة روحانية على البرنامج.
فى أولى حلقاته كرم البرنامج صوت شيخ مشايخ القراء الشيخ محمود خليل الحصرى.
الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ورئيس اللجنة العلمية قال إن مسابقة دولة التلاوة هى روح وصفحة جديدة وفجر جديد يشرق من أرض الكنانة مصر، ليضم المواهب والجناجر الذهبية الفاخرة، من خلال 14 ألف متسابق تنافسوا فيما بينهم من مختلف أنحاء الجمهورية وتمت التصفية على مدار زمنى طويل حتى وصلنا لذروة المسابقة.
وأشار «الأزهرى» إلى أن الغرض من المسابقة هو تقديم موجة جديدة من المدرسة المصرية الأصيلة فى فن التلاوة والابتهال والإنشاد والآذان، وأضاف أنه لطالما طرب المصريون والعالم حلقوا فى آفاق وأنوار القرآن الكريم عندما استمعوا لشيوخنا العظام.
لجنة التحكيم ضمت قائمة كبيرة من أبرز الأسماء فى علم القراءات والمقامات منهم الشيخ حسن عبدالنبى وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ود. طه عبدالوهاب الخبير فى الأصوات والمقامات، والداعية الإسلامى مصطفى حسنى صاحب الوجه البشوش المؤثر بين جيل الشباب، والقارئ الشيخ طه النعمانى، ليقدموا ملاحظاتهم فى التجويد وأحكام الوقف والابتداء وطول النفس، وتقييم النبرة والإحساس، ما أضفى على البرنامج شكلًا جمع بين الروح والعلم.
أيضًا ضمت لجنة التحكيم كبار القراء وهم د. أحمد نعينع ود. عبدالفتاح الطاروطى ومحمد أيوب عاصف وعمر القزابرى، ومن ضيوف الشرف د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ود. نظير عياد مفتى الجمهورية والشيخ جابر البغدادى.
يقدم البرنامج جوائز مالية قدرها 3.5 مليون جنيه يحصل الفائزان بالمركز الأول فى فرعى الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل فائز، بالإضافة إلى تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما وإذاعة التسجيل على قناة مصر قرآن كريم، بالإضافة إلى شرف إمامة المصلين فى التراويح بمسجد الإمام الحسين فى رمضان المقبل.
من المقرر أن تعرض الحلقة النهائية ليلة إعلان رؤية هلال شهر رمضان المبارك فى بث مباشر لحظة بلحظة.
يعد هذا البرنامج أحد أهم مشاريع وزارة الأوقاف الوطنية–كما يقول الدكتور أسامة رسلان المتحدث الرسمى للوزارة- لاكتشاف المواهب ورعايتها وتحقيق أهدافها ضمن محور «بناء الإنسان» فى استراتيجيتها وإبراز أصالة المدرسة المصرية وتفردها فى تلاوة القرآن الكريم والعناية به فهما وعملا، كما يعد درة البرامج وأضخمها لاكتشاف المواهب فى ترتيل القرآن وتجويده وبث معانى الجمال والجلال القرآنية والارتقاء بالذوق العام. وهو مشروع وطنى بدأ التخطيط له قبل عدة أشهر، ويحظى باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن الهدف الأساسى للمبادرة هو تجديد الخطاب الدينى والارتقاء بالذوق العام عبر إعادة إحياء مدرسة التلاوة المصرية وإعادتها إلى موقعها الريادى، مشيرًا إلى أن المصريين يتمتعون بميزة فريدة فى جودة الصوت وقدرة الأداء وأن الحنجرة المصرية حتجرة ذهبية يشهد لها العالم، حتى أن المصرى يعرف فى كثير من الدول بمجرد سماع تلاوته، فيسأل: أنت من بلد الشيخ محمد رفعت أو الحصرى أو محمد صديق المنشاوى.