بعد دخول «نتنياهو» جنوب سوريا
توغل إسرائيلى جديد فى القنيطرة وتوسع عسكرى متصاعد وردود دولية غاضبة
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية توغلا جديدا داخل محافظة القنيطرة جنوب سوريا، وأقامت حاجزا قرب قرية صيدا الحانوت، فى خطوة تمثل ثانى انتهاك من نوعه خلال يومين، ضمن تصاعد واضح للعمليات عبر الحدود التى شملت غارات جوية واعتقالات وتدمير مساحات واسعة من الأراضى الزراعية والغابات. وتأتى هذه التحركات ضمن نهج عسكرى إسرائيلى متواصل على طول الحدود السورية منذ أشهر.
وأفادت القنوات الإعلامية السورية الرسمية بأن القوات الإسرائيلية تقدمت فى محيط قرية صيدا الحانوت وأنشأت نقطة تفتيش جديدة تفصل فعليا بين القرية ومنطقة المغاترة الزراعية المجاورة، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية شاركت فى العملية غرب القرية قبل إقامة الموقع الذى تصفه دمشق بأنه ذى أهمية استراتيجية فى سياق التمدد الإسرائيلى شرقا.
وأكد سكان القنيطرة أن الأشهر الماضية شهدت ارتفاعا واضحا فى أنماط التوغلات الإسرائيلية، حيث أبلغوا عن عمليات زحف على الأراضى الزراعية وتدمير مئات الأفدنة من الغابات، إضافة إلى اعتقالات استهدفت مدنيين سوريين، وإقامة حواجز عسكرية متعددة تعيق الحركة اليومية وتشل النشاط الزراعى فى المناطق القريبة من الحدود.
وفى السياق الأوسع لهذه التحركات، تشير وثائق حكومية سورية إلى أن الاحتلال الإسرائيلى نفذ أكثر من ألف غارة جوية على الأراضى السورية، إضافة إلى أكثر من ٤٠٠ عملية قصف وتوغل عبر الحدود فى محافظات الجنوب منذ ديسمبر 2024. وتصف دمشق هذا التوسع بأنه جزء من سياسة ممنهجة أعقبت سقوط نظام بشار الأسد فى أواخر 2024، حيث أعادت إسرائيل رسم خطوط السيطرة فى الجنوب السورى عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة فى الجولان المنزوعة السلاح، فى خرق مباشر لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين الجانبين عام 1974.
وتظهر الصور الواردة من القنيطرة مواقع عسكرية إسرائيلية جديدة، ومعدات بناء ورادارات وكاميرات مراقبة، إلى جانب آثار تدمير فى الأراضى الزراعية والحرجية المحيطة. وتشير التقارير إلى أن الاحتلال الإسرائيلى رفع عدد قواته فى جنوب سوريا، وخصوصا فى ريف دمشق الجنوبى ومحافظتى درعا والقنيطرة، من عشرة فصائل إلى تسعة عشر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وهو ما تعتبره دمشق دليلا على تقدم إسرائيلى متدرج نحو توسيع نطاق الاحتلال وتثبيت واقع ميدانى جديد بعد انهيار النظام السابق.
وفى تطور أثار ردود فعل دولية واسعة، دعت فرنسا إسرائيل إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها والانسحاب من الأراضى المحتلة، عقب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى جنوب سوريا برفقة عدد من المسؤولين الحكوميين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة «رويترز» إن باريس تتابع التطورات فى مرتفعات الجولان بقلق بالغ، داعية إلى انسحاب القوات الإسرائيلية واحترام سيادة سوريا ووحدتها.
ودانت وزارة الخارجية السورية خطوة «نتنياهو»، وحثت المجتمع الدولى على التحرك لضمان الانسحاب الإسرائيلى الكامل والعودة إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974. كما انتقدت الأردن وقطر والسعودية والكويت هذه الخطوة ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لسيادة سوريا وخرق للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن، فى مؤشر على اتساع دائرة الاعتراض الإقليمى والدولى على التحركات الإسرائيلية الأخيرة.