على هامش حضورها فعاليات القاهرة السينمائى ال ٤٦
ليلى علوى: مشاركتى واجب قبل أن تكون حضورًا رسميًا
التنوع السينمائى أكثر ما أبهرنى فى أفلام المهرجان .. انتظرونى بفيلم «ابن مين فيهم»
علاقة خاصة تربط النجمة الكبيرة ليلى علوي بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فحضورها سنويا ليس مجرد ظهور فنى اعتيادي، بل كان امتدادًا لمشوار طويل من المشاركة والذكريات والاحتفاء المتبادل.
فمنذ لحظة ظهورها على السجادة الحمراء، بدا واضحًا أن حضورها يحمل ما هو أبعد من فكرة المشاركة، إذ ظهر عليها إحساس الانتماء وكأنها تعود إلى بيتها الأول، وإلى مهرجان ظل شاهدًا على تاريخها وتطورها ونضجها الفنى على مدار العقود الماضية، ولذلك قطعت مشاركتها فى مهرجان الرباط لحضور حفل الافتتاح والفعاليات للمهرجان، وأعلنت حضورها غداً فى حفل الختام وعلى هامش المهرجان التقت «الوفد» النجمة القديرة التى حافظت على حضور اغلب الفعاليات حتى الآن كان اخرها حضورها .. حاورناها فقالت.
فى البداية عبرت ليلى عن سعادتها بالصورة التى ظهر بها المهرجان فى دورته ال46 واثنت على الشكل والتنظيم ونوعية الافلام المشاركة، وقالت: مهرجان القاهرة ليس مجرد فعالية سينمائية عابرة، بل منصة عربية ودولية مرموقة، وهو الوحيد فى العالم العربى وإفريقيا المدرج ضمن فئة الـ “A”، وهو ما يجعله على مستوى واحد مع أكبر المهرجانات العالمية، ويمنحه مكانة لا يستهان بها فى خارطة السينما الدولية.
وقالت، ان كل النجوم الحاضرين للمهرجان مهتمون بحضوره كواجب وطنى وفنى، لأنه مهرجان بلدنا ويعبر عن ثقافتنا وابداعنا والقوى الناعمة جزء لا يتجزأ من تاريخ الوطن وحضارته، ولذلك نحن نعتبر المهرجان عرسا ثقافيا وشاهدا على تاريخنا الانسانى والفنى.
استرجعت علوى بدايات المهرجان، مشيرة إلى أنها ما زالت تتذكر أول دورة حضرتها، حين أقيمت فى سينما «مترو»، قبل أن يحصل المهرجان على اعترافه الدولى الكامل. كانت تلك البداية بالنسبة لها، بداية علاقة فنية وإنسانية وثقافية، وأكثر ما كان يثير ذكرياتها هو أن المهرجان أسهم فى تقديمها للعالم العربى والعالمى؛ فظهورها من خلال أفلامها التى شاركت بالمهرجان كان أحد الأبواب الكبرى لانتشارها خارج حدود مصر.
واضافت، ان المهرجان اتاح الفرصة لاعطائنا تجارب إنسانية وفنية عشناها داخل كواليس المهرجان، وكذلك جمعنا المهرجان بصناع سينما كبار من جميع انحاء العالم ونقلنا الى تاريخ السينما العالمية وتعرفنا من خلاله على كافة الثقافات وكذلك من خلالها تعرفنا على أعمال وجوائز ومناقشات ومشاهدات أفلام صنعت جزءًا مهمًا فى وعينا الفني.
وأكدت “علوي” أن وجودها فى مهرجان بلدها لا يُقارن بأى حدث آخر، وأن مشاركتها ليست فقط تكريمًا للمهرجان بل مشاركة وجدانية تليق بمكانته وبما يمثله بالنسبة لها وللصناعة المصرية كلها. وأشارت إلى أنها تحرص دائمًا على ألا تغيب عن هذا الحدث مهما كانت انشغالاتها أو ظروفها، لأن غيابها عنه بالنسبة لها بمثابة غياب عن جزء من ذاتها ومسيرتها.
اهتمت “علوى” بحضور فعاليات المهرجان، كان ابرزها حضور فيلم شكاوى 713317 لصديق عمرها محمود حميدة.
وقالت المهرجان يحتوى على العديد من الافلام المميزة، وهناك العديد من المسابقات المختلفة وهناك حضور للسينما المصرية مشرف فى كل المسابقات وهذا دليل على قوة السينما المصرية دائما.
وأشادت علوى بفيلم 713317، مؤكده أنه فيلم إنسانى جميل يعبر عن كل بيت مصرى وهذا ما يميز الواقعية فى السينما واشادتك بمستوى الافلام المشاركة، وأبدت “علوي” احترامًا كبيرًا لجهود فريق العمل ولأسلوب الفيلم الذى جمع بين الوثائقية والدراما الإنسانية دون مبالغة، معتبرة أن اختيار مثل هذه الأعمال ضمن برنامج المهرجان يعبّر عن رغبة صادقة فى تقديم سينما تمتلك قيمة ومعنى ورسالة وهوية.
وخلال حديثها، أشادت الفنانة بالدور الحيوى الذى يقوم به المهرجان فى تقديم نماذج سينمائية مختلفة سواء كانت روائية أو تسجيلية، مؤكدة أن صناعة السينما ليست محصورة فقط فى النجومية وأرقام شباك التذاكر، بل هى مساحة واسعة لعرض تجارب إنسانية وثقافية وإبداعية من مختلف أنحاء العالم، وهذا ما يجعل مهرجان القاهرة منافسًا حقيقيًا للمهرجانات الكبرى الدولية من حيث التنوع والجدة والقدرة على صناعة الحوار الفني.
وعلى الرغم من تألقها الدائم فى المهرجانات وتاريخها الممتد على مدى عقود، أكدت ليلى علوى أن وجودها فى الوسط الفنى لا يرتبط بمجرد استمرار الظهور، بل بالعطاء الحقيقى واختيار الأعمال التى تستحق أن تقدم للجمهور. وأوضحت أن آخر أعمالها الفنية حاليًا هو فيلم «ابن مين فيهم»، الذى لا يزال فى مرحلة تصويره، ومن المتوقع عرضه خلال العام المقبل، مؤكدة أنها متحمسة له لأنه يقدم حالة فنية مختلفة، وتنظر إليه على أنه تجربة جديدة تأمل أن تكون على مستوى توقعات الجمهور.
وأضافت خلال حديثها أن اختيار العمل الفنى بالنسبة لها لم يعد قائمًا على فكرة التواجد فقط، بل صار نتيجة دراسة وتفكير فى قيمة الدور وفى ما سيقدمه العمل للمشاهد والسينما على حد سواء. وأشارت إلى أنها تؤمن بأن الإيرادات مهمة لأنها تعكس مدى اهتمام الجمهور والمروجين والمنتجين بالعمل، ولكن الأهم بالنسبة لها أن يقدم العمل قيمة فنية حقيقية تؤثر فى الوجدان وتثبت نفسها فى ذاكرة المشاهد، سواء تم عرضه فى السينما أو عبر المنصات الرقمية.
وكشفت ليلى انها تبحث عن إنتاج سينمائى عربى مشترك يمثل خطوة أكثر تقدمًا لصناعة السينما فى المنطقة العربية، مؤكدة أن التعاون العربى المشترك يمكن أن يفتح الباب أمام أفلام ضخمة بميزانيات وأفكار غير محدودة، وأن التبادل الفنى والثقافى بين الدول العربية يمكنه أن يصنع مرحلة جديدة من السينما قادرة على المنافسة الدولية بشكل قوي.
وأضافت ليلى ان سنوات الخبرة من المؤكد انها اصبحت تتحكم فى اختيارتها بشكل اساسى ، فمع وقوفى كل مرة امام الكاميرا اتذكر اول مرة وقفت فيها امام الكاميرا واسترجع أول يوم تصوير فى حياتى عندما كانت فى المرحلة الثانوية، مع المخرج الراحل عاطف سالم، الذى كان أحد أهم الأسماء فى تاريخ السينما المصرية، وعندما اتذكر هذه اللحظات اجد ان هذه المرحلة كانت مليئة بالخوف والتوتر والارتباك، لكن المخرج عاطف سالم اخذ بيدى وعرفنى معنى النجومية.
وقالت ليلى علوى إن حب الجمهور ودعمهم هو ما يمدها بالقوة، وأن مهرجان القاهرة بالنسبة لها ليس مجرد حدث، بل ذكرى ورحلة ومساحة لقاء وحوار وتقدير بين الفنان والجمهور والنقاد والسينمائيين. وقدّمت فى ختام حديثها شكرها لإدارة المهرجان وللجمهور الذى ظل يدعم السينما المصرية ويمنحها معناها الحقيقي.

