الهلال السودي يقرر إغلاق باب الأجانب شتاءً… وتركيز كامل على سوق اللاعبين المحليين
اتخذ نادي الهلال السعودي قراراً مفاجئاً قبل انطلاق فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بعدما كشفت صحيفة "الرياضية" أن الإدارة الزرقاء حسمت موقفها بالامتناع عن التعاقد مع أي لاعب أجنبي في ميركاتو يناير، والاكتفاء بإتمام صفقات محلية فقط.
ويُعد هذا التحول الاستراتيجي خطوة لافتة، خصوصاً أن الهلال كان خلال السنوات الماضية أحد أكثر الأندية نشاطاً على مستوى اللاعبين الأجانب، سواء في الميركاتو الصيفي أو الشتوي.
ويأتي هذا القرار في وقت يعتمد فيه الهلال على منظومة شبه مكتملة من المحترفين الأجانب أصحاب مستويات عالية، ممن أثبتوا قدرتهم على تقديم الإضافة الفنية، مما يجعل دكة البدلاء مليئة بالحلول.
وتشير مصادر مقربة من النادي إلى أن عدم التوجه نحو صفقات أجنبية يعود لعدة أسباب، أبرزها رغبة الإدارة والجهاز الفني في الحفاظ على استقرار التشكيلة الحالية، ومنح فرصة أكبر للاعبين المحليين للمشاركة وتعزيز العمق المحلي في الفريق.
كما ترى الإدارة الهلالية أن التركيز على اللاعبين المحليين في الوقت الحالي هو خطوة استراتيجية ذات أبعاد فنية وإدارية واقتصادية.
فمن الناحية الفنية، يحتاج الهلال إلى تغطية بعض المراكز بلاعبين سعوديين لضمان توازن القائمة في ظل كثافة البطولات التي يخوضها النادي، خاصة دوري روشن، دوري أبطال آسيا، وكأس الملك. أما من الناحية الإدارية، فإن النادي يسعى للحفاظ على سقف التوازن المالي، نظراً لارتفاع تكلفة المحترفين الأجانب في الفترة الأخيرة.
وتشير التقارير إلى أن الهلال وضع قائمة مختارة من اللاعبين المحليين الذين يرغب في ضمهم خلال الميركاتو الشتوي، وقد بدأ النادي بالفعل في التواصل مع إدارات أنديتهم. ويأتي على رأس هؤلاء اللاعبين مراد هوساوي لاعب وسط نادي الخليج، الذي يعد واحداً من أبرز السعوديين في الموسمين الأخيرين، ويتميز بالقوة البدنية.
ويُعد هوساوي من الأسماء التي يتوقع أن تكون إضافة نوعية للمنظومة الدفاعية الهلالية في حال إتمام الصفقة.
أما الاسم الثاني فهو سلطان مندش لاعب خط وسط التعاون، والذي يقدم مستويات ثابتة مع فريقه ويتميز بالمرونة التكتيكية وإجادة الأدوار الدفاعية والهجومية. وتراه الإدارة الهلالية خياراً مثالياً لتعزيز خط الوسط ومنح المدرب خيارات أكبر في تدوير اللاعبين.
قرار الهلال بعدم التعاقد مع محترفين أجانب قد يفتح الباب أمام تحركات واسعة في السوق المحلي، وقد يؤدي أيضاً إلى إعادة توزيع القوة بين الأندية السعودية، حيث تتجه معظم الأندية الكبرى إلى دعم صفوفها بأسماء أجنبية، بينما يسير الهلال في الاتجاه المعاكس بمشروع محلي بحت. ومن المتوقع أن يشهد يناير صراعاً شرساً على بعض المواهب المحلية مع دخول الهلال بثقله في المفاوضات.
في النهاية، يبدو أن الزعيم يخطط لشتاء هادئ من الخارج، ولكنه ساخن داخل الحدود المحلية، في خطوة تعكس ثقة الإدارة في مستوى لاعبي الفريق الحاليين، ورغبتها في مواصلة الموسم بثبات فني دون تغييرات جذرية.