مرحلة ما بعد محمد صلاح.. كيف يفكر ليفربول في المستقبل؟
مع كثرة الحديث حول تراجع مستوى محمد صلاح وتقدم عمره، ارتفعت مؤخرًا أصوات داخل الوسط الكروي تطالب ليفربول بالتفكير الجاد في مرحلة ما بعد النجم المصري، خصوصًا مع التغيرات الكبيرة التي تشهدها كرة القدم الحديثة، والتي تعتمد على التخطيط بعيد المدى قبل حدوث التغيير الفعلي.
يرى عدد من المحللين أن غياب صلاح عن ليفربول خلال كأس الأمم الإفريقية سيكون مؤشرًا مهمًا حول قدرة النادي على بناء فريق يعتمد على منظومة جماعية أكثر من اعتماده على نجم واحد. فالسنوات الماضية أظهرت أن الفريق يصبح أقل خطورة عندما يغيب صلاح، وهو ما يدفع الإدارة الفنية لإعادة النظر في الهيكل الهجومي للفريق.
من أبرز العوامل التي قد تؤثر على مستقبل صلاح داخل النادي هو وجود صفقات هجومية تمتلك إمكانيات كبيرة مثل فيرتز وإيزاك وإكيتيكي، وهي أسماء يمكن أن تُشكّل نواة مشروع جديد للفريق إذا نجحت في إثبات نفسها خلال فترة غياب صلاح.
فالمدرب سيكون أمام فرصة لتجربة تشكيلات مختلفة دون الحاجة إلى بناء الخطة حول النجم المصري.
إضافة إلى ذلك، هناك عامل اقتصادي مهم، فصلاح يدخل في آخر سنواته القوية، وقد تفكر الإدارة في الاستفادة من قيمته السوقية إذا تلقى النادي عرضًا ضخمًا من أحد أندية الخليج أو دوري المحترفين الأمريكي أو حتى الدوري السعودي الذي أصبح هدفًا واسعًا لنجوم الكرة في السنوات الأخيرة.
ومع أن ليفربول جدّد عقد اللاعب في أبريل الماضي، إلا أن التفكير في المستقبل أصبح ضرورة ملحّة. فالفريق لا يستطيع الدخول في مرحلة انتقالية مفاجئة عندما يقرر صلاح الرحيل أو الاعتزال، لذلك يعمل النادي على بناء بدائل تدريجية تضمن استمرار الاستقرار الهجومي.
وبعيدًا عن العوامل الفنية والاقتصادية، فإن تأثير صلاح داخل غرف الملابس وشعبيته الهائلة بين الجماهير يمثلان عنصرين مهمين في أي قرار يتعلق بمستقبله. فصلاح ليس مجرد لاعب، بل أيقونة للنادي، وخروجه يجب أن يكون بطريقة تحفظ تاريخه وقيمته الرمزية.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن ليفربول يحتاج إلى ثورة فنية بعد غياب طويل عن منصات التتويج، يرى آخرون أن وجود صلاح ما زال ضروريًا لقيادة المشروع، خاصة إذا حصل على دعم تكتيكي ونفسي يعيد له بريقه.
وفي النهاية، يبقى مستقبل محمد صلاح داخل ليفربول معلقًا بما ستكشفه الأسابيع المقبلة خلال فترة غيابه. فإذا نجح الفريق في الظهور بشكل قوي دون الاعتماد عليه، قد تتغير الحسابات.
أما إذا ظهر تأثير غيابه بوضوح، فسيظل صلاح الركيزة الأساسية للمشروع الأحمر لسنوات أخرى.