رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

محمد صلاح بين الانتقادات والضغوط.. الجانب الإنساني في أزمة تراجع المستوى

بوابة الوفد الإلكترونية

تزايدت في الأسابيع الماضية الانتقادات الموجهة للنجم المصري محمد صلاح عقب تراجع مستواه التهديفي وعدم ظهوره بالصورة الهجومية المعتادة مع ليفربول، إلا أن جانبًا كبيرًا من مشجعي كرة القدم يغفل البعد الإنساني والنفسي في رحلة اللاعب خلال هذه الفترة.

فصلاح خلال سنواته في ليفربول لم يكن مجرد جناح سريع أو هداف بارع، بل حمل النادي على كتفيه في كثير من الفترات، وقاده لتحقيق الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا. هذا التاريخ وضع سقفًا هائلًا للتوقعات، ما جعل أي هبوط مادة جاهزة للنقد والجدل في الإعلام الإنجليزي الذي لا يرحم.

الضغوط على صلاح ليست فنية فقط، بل نفسية أيضًا. 

فهو اللاعب الأهم في منتخب مصر، وتحمل كل بطولة يخوضها المنتخب توقعات ملايين المصريين. ومع اقتراب أمم إفريقيا، تزداد عليه الضغوط من الجانبين: جمهور ليفربول الذي يريد منه العودة للتألق، وجمهور مصر الذي يعوّل عليه لقيادة الفريق نحو اللقب القاري.

ورغم هذه الضغوط المزدوجة، يظل صلاح محافظًا على هدوئه داخل الملعب وخارجه، ولا يدخل في مواجهات إعلامية أو ردود متوترة، وهو ما يعكس نضجه الكبير على مستوى الشخصية. وقد مرّ اللاعب سابقًا بمحطات مشابهة، سواء في بداية مسيرته مع تشيلسي أو بعد أزمة كأس العالم 2018، وكل مرة كان قادرًا على العودة بقوة أكبر.

لكن الأزمة الحالية لديها بعد مختلف، فصلاح أصبح اليوم في مرحلة عمرية يتطلب فيها الجسد قدرة أكبر على الاستشفاء، ويتطلب فيها الهدوء النفسي دورًا مضاعفًا. 

كما أن الهجوم الذي تعرّض له من بعض جماهير ليفربول بعد وصفه بأنه “عبء” على الفريق، يُعد ضربة نفسية قوية لأي لاعب مهما كان تاريخه.

ووسط كل هذا، يرى خبراء علم النفس الرياضي أن الحل ليس في الانتقاد المتواصل، بل في خلق بيئة داعمة تمنح اللاعب مساحة لاستعادة مستواه. فصلاح نموذج احترافي استثنائي، ويملك القدرة على التحول من لاعب يتعرض للضغط إلى قائد يعود أقوى من ذي قبل.

الفترة المقبلة—وخاصة مشاركته في أمم إفريقيا—قد تكون نقطة تحول تمنح صلاح شعورًا جديدًا بالثقة، وتعيده إلى ليفربول بروح مختلفة. وبين ضغوط الجماهير وتأثير الإعلام، يظل الجانب الإنساني حجر الأساس لفهم ما يمر به اللاعب، والذي يبقى أحد أعظم من ارتدوا قميص ليفربول عبر تاريخه.