«الحفنى» يعيد صياغة دبلوماسية الطيران المصرى فى «الإيكاو» و«الإياتا» و«LACAC»
مصر فى قلب صناعة القرار الجوى العالمى
رؤية القيادة السياسية.. الطيران أداة استراتيجية لبناء النفوذ الدولى
الدبلوماسية الجوية المصرية.. من المشاركة إلى التأثير فى مؤسسات الطيران الدولى
الإيكاو تشيد بالتجربة المصرية فى تطوير منظومة السلامة والتشغيل
الإياتا تعتمد مصر مركزًا للتدريب والتطوير فى أفريقيا والشرق الأوسط
LACAC تفتح آفاق الربط الجوى بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية.. ومصر تتصدر المشهد
سامح الحفنى: نتحرك برؤية متكاملة لصناعة طيران مستدامة ومؤثرة
نتائج ملموسة.. زيادة الاستثمارات الأجنبية وارتفاع مؤشرات التشغيل والكفاءة
حين تتحول السماء إلى لغة دبلوماسية.. مصر تكتب فصلاً جديدًا فى تاريخ الطيران العالمى
فى عالمٍ تتسارع فيه تحولات صناعة الطيران المدنى، لم تعد المشاركة فى المؤتمرات الدولية ترفًا دبلوماسيًا، بل أداة رئيسية لصياغة النفوذ والتأثير الاقتصادى ومن هذا المنطلق، جاءت تحركات وزير الطيران المدنى الدكتور سامح الحفنى خلال العامين الأخيرين لتعيد إلى مصر حضورها الفاعل داخل مؤسسات الطيران العالمية، من منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو) إلى الاتحاد الدولى للنقل الجوى (الإياتا) ومرورًا باللجنة الأمريكية اللاتينية والكاريبية للطيران المدنى LACAC.. هذه المشاركات لم تكن مجرد تمثيل شكلى، بل حملت رؤية مصرية متكاملة لتوظيف الطيران كأداة للتنمية وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية.. هذا التحرك الدبلوماسى يعكس قوة الدولة المصرية وحضورها المتنامى، فى إعادة صياغة موقع مصر داخل المنظمات الدولية للطيران، من الإيكاو إلى الإياتا وLACAC. مشاركات الحفنى النشطة وضعت القاهرة فى قلب صناعة القرار الجوى، وفتحت آفاق تعاون جديدة بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما عززت مكانة المطارات المصرية كمراكز تشغيل وتدريب معتمدة دوليًا.. وبينما ترتفع مؤشرات الأداء والامتثال للمعايير العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، تواصل الوزارة بقيادة الحفنى ترجمة الدبلوماسية الجوية إلى مكاسب اقتصادية واستثمارية ملموسة إنها دبلوماسية السماء المصرية التى ترفع راية الوطن عاليًا فى سماء العالم، وتؤكد أن مصر لا تكتفى بالتحليق.. بل تقود.

الإيكاو تشيد
منظمة الإيكاو، التابعة للأمم المتحدة، تضم 193 دولة عضوًا وتشرف على تنظيم وتشريع النقل الجوى عالميًا.. وخلال عام 2024، برزت مصر بقوة عبر سلسلة من المشاركات النوعية، سواء فى مجلس الإيكاو بمونتريال أو عبر اللقاءات الإقليمية التى استضافتها القاهرة للمرة الأولى منذ عقدين.. ففى أغسطس 2024، التقى الوزير سامح الحفنى مدير إدارة النقل الجوى بالإيكاو بالقاهرة، بحضور ممثلين من المكاتب الإقليمية للمنظمة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، لبحث دعم برامج التدريب والاعتماد الفنى للعاملين بقطاع الطيران، وتعزيز خطة الدولة للتحول الرقمى فى إدارة المطارات.. ووفق بيانات وزارة الطيران المدنى، ارتفعت نسبة التوافق بين المعايير المصرية ومعايير الإيكاو إلى 92% فى عام 2025، مقارنة بـ78% فى عام 2022، وهو إنجاز يعكس نجاح سياسة الدولة فى توحيد إجراءات السلامة والأمن الجوى.. كما تم توقيع اتفاق تعاون لتوسيع برامج التدريب على إدارة الأزمات الجوية والطوارئ، ما وضع مصر فى موقع الدولة المرجعية بالمنطقة فى هذا المجال.

جسر جوى بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية
أحد أبرز التحركات الدبلوماسية تمثل فى مشاركة الوزير سامح الحفنى فى اجتماعات اللجنة الأمريكية اللاتينية والكاريبية للطيران المدنى LACAC بمدينة بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان فى نوفمبر 2025، بحضور ممثلين عن 88 دولة.. هناك، قدّم الحفنى كلمة مصرية تناولت ضرورة بناء شراكات جوية بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفتح مسارات جديدة للتعاون الفنى والتدريبى.. وأكد أن موقع مصر الجغرافى عند ملتقى ثلاث قارات يجعلها مؤهلة لتكون حلقة وصل استراتيجية بين أسواق الطيران الأفريقية واللاتينية، مشيرًا إلى استعداد مصر للطيران لبحث تشغيل خطوط تجريبية مشتركة تربط مراكز العبور فى القاهرة وساو باولو ومكسيكو سيتى.
وبحسب بيانات منظمة LACAC، فإن حجم حركة الركاب بين القارتين لا يتجاوز 1.6% من إجمالى النقل الجوى العالمى، ما يعنى وجود فرص اقتصادية هائلة يمكن لمصر اقتناصها بدبلوماسية الطيران.

الإياتا تعتمد مصر
أما على صعيد التعاون مع الاتحاد الدولى للنقل الجوى (الإياتا)، فقد عقد الوزير سامح الحفنى سلسلة من اللقاءات المثمرة مع قيادات الاتحاد بالقاهرة ومونتريال خلال عامى 2024 و2025.. وتشير التقارير الرسمية إلى أن التعاون أثمر عن:
توقيع 3 مذكرات تفاهم لتطوير برامج التدريب والخدمات الأرضية والتحول الرقمى.
اعتماد 5 مراكز تدريب جديدة معترف بها دوليًا، ليصل الإجمالى إلى 12 مركزًا بنهاية 2025.
زيادة عدد المتدربين المصريين المعتمدين من الإياتا بنسبة 25% خلال عام واحد.
إطلاق مشروع لتطبيق IATA Travel Pass فى مطارى القاهرة وسفنكس كخطوة نحو التحول الذكى.
وأكد «الحفنى» أن التعاون مع الإياتا يمثل «نقلة نوعية تضع مصر فى قلب الخريطة التدريبية العالمية»، مشيرًا إلى أن بلاده باتت منصة تأهيل معترف بها لشركات الطيران العربية والأفريقية.

دبلوماسية السماء
فى قراءة تحليلية لتلك التحركات، يرى خبراء الطيران الدولى أن مصر تمارس اليوم ما يمكن وصفه بـ«دبلوماسية السماء»، وهى توظيف قطاع الطيران كأداة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية.. ويرى الخبراء فى النقل الجوى إن انخراط مصر النشط فى منظمات مثل الإيكاو والإياتا وLACAC يعكس رؤية استراتيجية متكاملة قوامها ثلاث ركائز:
أولاً.. التأثير الفنى والسياسى داخل مؤسسات القرار العالمى.
ثانيًا.. جذب الاستثمارات الدولية لمشروعات المطارات والبنية التحتية.
ثالثًا.. بناء تحالفات تشغيلية تضمن استدامة شبكات الطيران الإقليمية.
ويشير إلى أن رفع تصنيف السلامة الجوية المصرى فى تقارير الإيكاو لعام 2025 يُعد تتويجًا لهذه السياسة الهادئة والفعالة.
مكاسب مصرية بالأرقام
النتائج لم تتأخر فى الظهور: حيث حصدنا ارتفاع تصنيف مصر إلى المرتبة الثانية إقليميًا فى مؤشر الامتثال لمعايير الإيكاو.
زيادة الاستثمارات الأجنبية فى قطاع الطيران بنسبة 18%.
توقيع 7 اتفاقيات تعاون فنى جديدة مع دول أفريقية وآسيوية.
ارتفاع حركة الركاب عبر المطارات المصرية إلى 38 مليون راكب سنويًا.
نمو حركة الشحن الجوى بنسبة 12%، بفضل التحديثات التشغيلية.
تحويل الحضور الدولى إلى سياسات تنفيذية
يرى المحللون أن الخطوة المقبلة تتمثل فى ترجمة الحضور الدولى إلى نتائج مؤسسية.. ويقترح الخبراء إنشاء وحدة متابعة للعلاقات الدولية داخل وزارة الطيران المدنى، لمراقبة تنفيذ الاتفاقيات وقياس مردودها بالأرقام.. فالتحول من المشاركة إلى القيادة يقتضى إدارة منهجية تستثمر نتائج المؤتمرات فى برامج واقعية للتدريب والتشغيل والتسويق الدولى للمطارات المصرية.

التحول الأخضر والرقمنة
وفق خطة وزارة الطيران المدنى، تتجه مصر بين عامى 2025 و2030 نحو:
التحول الأخضر للطيران بخفض الانبعاثات وتطبيق معايير الوقود المستدام.
الرقمنة الكاملة للمطارات وربطها بأنظمة الإيكاو الذكية.
تعزيز الربط القارى بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
وفى هذا الإطار، يُنفذ مشروع تطوير مطار القاهرة كمطار ذكى ومستدام بتكلفة تتجاوز 3.5 مليار جنيه، بدعم من منظمات دولية مانحة.. كما تستعد مصر لتنظيم المنتدى الدولى للطيران والبيئة عام 2026، بمشاركة ممثلى الإيكاو والإياتا وLACAC وأكثر من 100 دولة.
مصر تحلّق بثقة وثبات
بهذه التحركات، تكتب مصر فصلًا جديدًا من دبلوماسية السماء، حيث تتحول المؤتمرات الدولية من منابر بروتوكولية إلى أدوات لصناعة القرار والنفوذ.. وبقيادة الوزير سامح الحفنى، وبدعم القيادة السياسية، يترسخ الدور المصرى كقوة إقليمية وعالمية فى مجال الطيران المدنى، تؤثر وتبادر وتُلهِم.
إنها مصر التى لا تكتفى بالتحليق.. بل تقود مسار الطيران الدولى نحو مستقبل أكثر تعاونًا واستدامة.