ملكة الدنمارك، "الملكة ماري"، تتحدث من داخل المتحف المصري الكبير ليلة الافتتاح، ويعتبر حديثها أكبر وأعظم وأروع وأجمل دعاية لمصر والمتحف المصري الكبير، وهو كالتالي:
لا أريد العودة لبلادي، وددت لو أكملت عمري إلى جوار توت عنخ آمون، شهادة تاريخية جديدة للملكة ماري من داخل المتحف المصري. وفي ليلة الحفل وقبل مغادرتها، وقفت ملكة الدنمارك الملكة ماري أمام تمثال رمسيس الثاني، تتأمل الملامح كأنها تقرأ في صمت تاريخ الإنسانية كلها، ثم التفتت إلى الوفد المرافق وقالت بصوت يملأه التأثر: "لم أشهد في حياتي ما يشبه هذا اليوم، كأنني أقف في قلب الزمن في نقطة يتلاقى عندها الماضي بالحاضر، والحضارة بالعقل، والروح بالحلم". وأضافت بنبرة امتنان واضحة: "هذا المتحف ليس مجرد مشروع، إنه إعلان رسمي بأن الإنسانية ما زالت تمتلك جذورا، تمتد إلى أرض اسمها مصر. هنا لا يعرض التاريخ، بل يستعاد". ثم تابعت وقد ظهر التأمل في عينيها: "لقد رأيت متاحف أوروبا كلها، لكن لم أرى من قبل مكانا يتحدث بهذه الفصاحة، هنا لا يشرح الأثر تاريخه بل يروي لك قصته بنفسه، وكأن كل قطعة تمسك بيدك وتقول: أنا شاهد على بداية الإنسان".
وعندما سئلت عن انطباعها عن مصر قالت: "أدركت الآن لماذا لا تموت هذه البلاد، لأن روحها لا تقاس بمساحة أو اقتصاد، بل بما تقدمه للعالم من معنى. هذه الأرض لا تعيش في التاريخ، ولكن التاريخ هو من يعيش فيها". ووجهت رسالة للحضور قائلة: "إن العالم كله مدين بالفضل لمصر، وعليه أن يمد يد العون لها، كما تفتح أحضانها وتتسع للجميع. هل من بلد استوعبت الناس وقت الحروب مثل مصر؟، هل من بلد ضحت وتحملت وجاءت على نفسها إلا مصر؟، من الذي أنقذ السوريين بينما يخربها البعض للآن؟، من الذي استقبل السودانيين بينما يقتلهم البعض ويبيدهم للآن؟ من الذي حمى فلسطين من البطش والإبادة؟، من الذي أنقذ أوروبا من موت بردا، حين حاصرتنا روسيا ومنعت عنا الغاز؟". في كل مرة ستجد مصر منقذة البشرية، لا أحد قدم ويقدم للبشرية، ما تقدمه مصر اليوم. كلنا مطالبون بدعم اقتصادها، لأن اقتصاد الجميع بدعم بنيتها وفنادقها وتخطيطها، لأنها لنا أيضا بدعم صناعتها لأنها ملكا للكل. علينا التحرك جميعا في دعم سياحة هذه البلاد، في جلب أوروبا كلها إلى هنا، للإستمتاع بالجمال والذوبان في تفاصيله. سأدعو الاتحاد الأوروبي لإعلان مصر وجهة رسمية سياحية له، خلال السنوات المقبلة. سأدعو كل دنماركي وكل أوروبي وكل مواطن في العالم، للمجيء لهذه البلاد العظيمة.
ثم ختمت كلمتها، بابتسامة حقيقية وقالت: "لو لم أكن ملكة الدنمارك لتمنيت أن أكون ابنة لهذه الأرض، فهنا يبدأ الجمال وهنا ينتهي الكبرياء".
وأخيراً، يجب أن نذكر أن المتحف المصري الكبير، يعتبر أكبر متحف على كوكب الأرض، وأبرز صرح حضاري وثقافي وسياحي في العصر الحديث على مستوى العالم، وذلك يحسب لشعب مصر، أم الدنيا.
محافظ المنوفية الأسبق