أمل جديد لمرضى الزهايمر: مكمل غذائي يعيد الذاكرة المفقودة
يُبشر اكتشاف علمي حديث بأمل جديد لملايين المصابين بمرض الزهايمر، بعد أن توصل فريق دولي من العلماء إلى أن أحد المكملات الغذائية الشائعة بين المشاهير وخبراء "البيوهاكينج" قد يساعد في استعادة الذاكرة المفقودة وتحسين وظائف الدماغ.
اكتشاف يعيد الأمل لعلم الأعصاب
أجرى باحثون من جامعة أوسلو تجربة علمية على فئران معدلة وراثياً تعاني من الطفرة البشرية Tau P301S، وهي طفرة تسبب تنكساً عصبياً مشابهاً لما يحدث في مرض الزهايمر.
وبعد إعطائها أحادي نيوكليوتيد النيكوتيناميد (NMN)، وهو مركب طبيعي يرفع مستويات النيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD⁺) في الجسم، لاحظ العلماء تحسناً واضحاً في الذاكرة، حتى عادت القدرات الإدراكية إلى مستوياتها الطبيعية تقريباً.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Science Advances، تحت عنوان: "NAD⁺ يعكس العجز العصبي لمرض الزهايمر عن طريق تنظيم الربط التفاضلي البديل لـ RVA1C".
كيف يعمل المركب على الدماغ؟
يعمل NAD⁺، وهو جزيء أساسي لإنتاج الطاقة داخل الخلايا، على تنظيم عملية دقيقة تسمى ربط الحمض النووي الريبي (RNA splicing).
واكتشف الباحثون أن هذا التنظيم يحدث عبر بروتين يسمى EVA1C، الذي يساعد على تصحيح الأخطاء الناتجة عن تراكم بروتين “تاو” السام في الدماغ، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الذاكرة في الزهايمر.
عندما ارتفعت مستويات NAD⁺، أظهر الدماغ قدرة ملحوظة على ترميم وظائفه العصبية، ما يشير إلى إمكانية تطوير علاج يعتمد على دعم هذه المستويات للحفاظ على الذاكرة وتأخير التدهور المعرفي.
من المختبر إلى الثقافة الشعبية
تحوّل NAD⁺ خلال السنوات الأخيرة إلى صيحة في عالم الصحة والعافية، بعد أن روج له عدد من المشاهير مثل هايلي بيبر وكيندال جينر، اللتين تحدثتا عن جلسات الحقن الوريدية بهذا المركب في برنامج The Kardashians.
وتتوفر هذه العلاجات في العيادات المتخصصة في المملكة المتحدة، بأسعار تتراوح بين 150 و800 جنيه إسترليني للجلسة الواحدة، بينما تباع مكملات NAD⁺ في الأسواق العالمية بأسعار مرتفعة نسبياً.
رؤية علمية واعدة
أكدت الدكتورة أليس رويكسوي آي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن هذه النتائج تمثل “خطوة أولى نحو فهم أعمق لكيفية استخدام المكملات لتعويض فقدان الذاكرة المرتبط بالزهايمر”.
وأضافت أن الحفاظ على مستويات كافية من NAD⁺ “قد يشكل وسيلة واعدة لحماية الدماغ من التدهور المعرفي”.
وبينما لا تزال التجارب على البشر ضرورية لتأكيد النتائج، يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف يمثل نقطة تحول محتملة في طريق البحث عن علاج فعال لمرض الزهايمر الذي طالما استعصى على الطب الحديث.