عصف ذهني
بعيدا عن الهندسة السياسية التى تم اختيار مرشحى البرلمان (قائمة وفردى) على أساسها، هناك مواصفات واضحة للنائب الشعبى نأمل ان يكون الناخب، قد انتبه اليها أمس واليوم قبل ان يضع صوته فى الصندوق. واذا كانت هذه الهندسة (المغلوطة) قد نجحت فى ضم الأحزاب الكبيرة فى تحالف وطنى مواليا للسلطة التنفيذية، فكيف ستخضع هذه السلطة لمساءلة البرلمان فور تشكيله، وحتى المستقلون لن يفلت منهم إلا نفرا قليلا، من سهام المال السياسى والدعاية المتوحشة لمرشحى التحالف، التى تجاوزت ميزانيتها اضعاف ما اقره القانون!!
من هنا يجب على كل ناخب ان يحسن اختيار النائب الذى سيمثله بصدق، الذى يعلى المصلحة العامة على مصلحته الذاتية،مطبقا المادة 95 من الدستور التى تجرم الاتجار أو المشاركة الاقتصادية أو التربح من اى عمل مع الدولة.
<< نريده ملتزما بعقد غير مكتوب بينه وبين المواطن الذى سيعطيه صوته فى مقابل رفضه لاى قانون يضر بمصلحته أو يجور عليه.
<< نريده مشرعا واعيا بسن القوانين وتأثيرها على الشارع موضحا اهميتها، وشرحا ضرورتها لابناء دائرته لاستطلاع رؤيتهم قبل ان يشارك فى اقرار القانون.
<< نريده متحدثا عن هموم المواطن ومطالبه دون ان يخشى وزيرا أو مسؤولا، مستترا برداء الحصانة تحت القبة، بدلا من استخدامها خارج البرلمان.
<< نريده وعيا بالمخاطر والتحديات المحيطة بالوطن شارحا لجمهور دائرته خطورة هذه التحديات وتأثيرها على امننا القومى، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية وجيشنا الباسل وشرطتنا الوطنية.
<< نريده طاهر اليد حسن السمعة متجردا من المال السياسى، الذى أصبح تهمة تلاحق العديد من المرشحين، متواجدا بين ابناء دائرته مهموما بمشاكلهم الاجتماعية والخلافات الاسرية، ساعيا إلى حلها قبل ان تشتعل الخصومة بين العائلات.
<< نريده قادرا على التواصل والتأثير مع اهل بلده، يحوز قبولهم بصدق وليس مفروضا عليهم من اى جهة!!
<< نريده نائبا لا يمالئ سلطة ولا يهادن نظاما، وانما يخدم دولة ساعيا بكل جهده لحل مشاكل اهالى الدائرة، لكسب ولائهم وتعزيز انتمائهم لخدمة بلدهم.
تلك بعض مواصفات النائب الذى نريده، وغيرها الكثير التى لا يتسع المجال لذكرها، فهل يفاجئنا الصندوق بعدد من هؤلاء؟
هذا ما نأمله، ونتمناه.