ماذا بعد ؟!
سطر منتخب مصر للناشئين لكرة اليد فصلًا جديدًا ومضيئًا فى سجل الإنجازات الرياضية المصرية، بحصوله على الميدالية الفضية فى بطولة كأس العالم، بعد مباراة نهائية ماراثونية ومثيرة ضد منتخب ألمانيا القوى.
على الرغم من أن اللقب لم يحالف «الفراعنة الصغار»، إلا أن هذه الفضية تتلألأ كالذهب فى أعين الملايين، مؤكدة على مكانة مصر الرائدة فى عالم كرة اليد خاصة أن خسارة اللقب جاءت بعد شوطين إضافيين وبفارق هدف مع الخصم.
إن الوصول إلى المباراة النهائية فى بطولة عالمية، وتخطى منتخبات عريقة، ليس مجرد نتيجة، بل هو تتويج لمسيرة حافلة بالعزيمة، والجهد، والانضباط التكتيكى، لقد قدم جيل الناشئين هذا أداءً أسطوريًا، أظهروا فيه مهارات فردية مذهلة وروحًا قتالية جماعية لم تنطفئ حتى صافرة النهاية.
لقد كانت مباراة النهائى بمثابة ملحمة حقيقية، أثبت فيها لاعبو منتخبنا أنهم نِدٌّ قوى لأفضل المنتخبات العالمية، هذه الفضية ليست نهاية الطريق، بل هى نقطة انطلاق لجيل واعد سيحمل راية مصر عاليًا فى البطولات القادمة، القتال الذى شاهدناه يمنحنا أملًا لا يضاهى فى مستقبل كرة اليد المصرية.
لذا الاهتمام بهذا الجيل من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصرى لكرة اليد هو الشغل الشاغل فى الفترة القادمة لتأهيلهم ليكونوا جاهزين لتمثيل الفريق الأول مستقبلا فى المحافل القادمة واستكمالا للجيل الذهبى الحالى.
إلى الأبطال الصغار الذين أمتعونا، ورفعوا رؤوسنا عاليًا: لا تدعوا خسارة اللقب تظلل على عظمة إنجازكم! أنتم الآن فى المركز الثانى عالميًا، وهذا يعنى أنكم من نخبة النخبةحيث أنتم فخر مصر وأنتم المستقبل هذا المستوى يؤكد أن كرة اليد المصرية ستواصل سيطرتها على الساحة القارية والدولية لسنوات طويلة قادمة إضافة إلى الخبرة هى الكنز واحتكاكم بمنتخب عالمى كألمانيا فى النهائى سيزيد من خبرتكم وصلابتكم الذهنية، وهى أهم مكاسب البطولة.
الجدير بالذكر أن الاتحاد المصرى لكرة اليد يعد نموذجًا يحتذى به فى الإدارة الرياضية الناجحة، حيث تحولت اللعبة فى مصر من مجرد رياضة محلية إلى قوة عالمية تنافس على منصات التتويج بانتظام.
لم تأتِ هذه الإنجازات صدفة، بل كانت ثمرة عمل إدارى ممنهج يركز على الاستدامة والتطوير طويل الأمد. فقد وضع الاتحاد استراتيجيات واضحة ترتكز على تطوير قاعدة الناشئين والشباب، واكتشاف المواهب فى سن مبكرة، وتوفير الأجواء المثالية لاحتكاكهم بالمدارس الأوروبية والعالمية، سواء عبر المعسكرات الخارجية أو تسهيل انتقال اللاعبين للاحتراف، مما يضمن تدفق جيل جديد من النجوم للمنتخبات الوطنية.