رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

النساء وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.. واقع افتراضي أم مرآة للحياة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

أشارت دراسات اجتماعية ونفسية حديثة إلى أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على النساء أكبر من تأثيرها على الرجال، فبينما يستخدم كلا الجنسين المنصات الرقمية للتواصل وتبادل المعلومات، تظهر النساء معدلات أعلى من الارتباط العاطفي بها، ما يجعل الانغماس في "العالم الافتراضي" جزءًا مهمًا من حياتهن اليومية.

تعتمد منصات مثل إنستجرام وتيك توك وفيسبوك على المحتوى البصري والانفعالات اللحظية، مما يدفع النساء للتفاعل بشكل أعمق مع الصور والقصص ومظاهر النجاح والرفاهية، ويشير خبراء علم الاجتماع إلى أن النساء غالبًا ما يقارنن حياتهن الواقعية بما يُعرض على هذه المنصات، ما قد يؤثر على مستوى الرضا عن الذات وتقديرها.

 

تحديات التفريق بين الواقع والخيال
مع كثرة الوقت الذي تقضيه النساء على وسائل التواصل، تتداخل الحدود بين الواقع والنسخ الرقمية المثالية. فصور الأجسام المثالية، والحياة الأسرية الفاخرة، والسفر المترف قد تخلق فجوة بين الواقع وما يُعرض، مما يدفع بعض النساء إلى الشعور بالنقص أو محاولة تقليد نماذج مصطنعة.
تحذر متخصصات في علم النفس من أن هذا النمط قد يزيد معدلات القلق والاكتئاب لدى النساء مقارنة بالرجال، خصوصًا مع انتشار ثقافة المقارنة الدقيقة.

الفرق بين استخدام النساء والرجال
في المقابل، غالبًا ما يستخدم الرجال وسائل التواصل لأغراض محددة مثل متابعة الأخبار أو الاهتمامات المهنية أو الألعاب الإلكترونية، بينما تعتمد النساء على هذه المنصات لبناء صورة ذهنية عن الحياة المرغوبة، والتعبير عن الذات، وتكوين روابط اجتماعية. ويؤدي هذا الانخراط العاطفي المكثف إلى تأثير نفسي أعمق وأكثر تعقيدًا على النساء.

يرى الخبراء أن الحل لا يكمن في الانقطاع عن وسائل التواصل، بل في تعزيز "الوعي الرقمي"، أي إدراك أن ما يُعرض على المنصات لا يعكس الواقع بالكامل. كما ينصحون بنشر ثقافة المحتوى الحقيقي وتعزيز تقدير الذات المبني على التجربة الشخصية وليس المقارنة مع الآخرين.

الانعكاس على الحياة الزوجية
وأوضحت الدكتورة نيفين وجيه، الاستشارية الأسرية، أن هذا الفارق في الاستخدام قد يؤثر مباشرة على الحياة الزوجية، حيث تسعى بعض النساء لتحقيق نموذج "الكمال" المعروض على منصات التواصل، ما يؤدي إلى مقارنات مستمرة بين الواقع والحياة الرقمية، ويولد توترًا ومطالب غير منطقية داخل الأسرة.
وأضافت أن الرجال غالبًا أكثر قدرة على الفصل بين ما يظهر على الشاشات وما يحدث في الواقع، ويميلون للتعامل مع المشكلات بهدوء أكبر.

وأكدت وجيه على ضرورة رفع الوعي الرقمي داخل الأسرة وتعزيز ثقافة الحوار بين الأزواج لفهم تأثير المحتوى الافتراضي على السلوك والمشاعر، مشيرة إلى أن التعامل الناضج مع وسائل التواصل أصبح جزءًا أساسيًا للحفاظ على استقرار العلاقات.